تساءل البروفيسور طارق الحبيب في زاويته اليومية في "سبق" عن "التطوع" بقوله: هل يختلف التطوع من ثقافة إلى ثقافة؟ وهل التطوع مثلاً في السعودية هو ذات التطوع في دولة خليجية أو عربية أو ربما أفريقية أو حتى أجنبية؟! وما الأفضل أن يتطوع الإنسان في داخل بلده أو خارجه؛ وذلك بهدف كسب الخبرات وليس فقط نفع الناس، فلو جئنا لنفع الناس فالأقربون أولى بالمعروف.
وأجاب "الحبيب": يختلف تعريف التطوع؛ فبعض الثقافات على حذر من بعض الأعمال التطوعية الدينية، لكنها ترحب بالتطوع الاجتماعي والتطوع الوطني، وثقافات أخرى تحذر من أي تطوع غير ديني وهكذا.
وأضاف: إذا أردت التطوع في مكان يجب أن أحدد مفهوم التطوع عندي ابتداء عن ميولي التطوعية؟ وما نوع تطوعي؟ وما مفهومي الثقافي للتطوع؟ ثم أسأل ذات الأسئلة في البيئة التي أتجه إليها سواءً البيئة التي أحيا فيها أو ذلك الوطن الذي سأذهب إليه؛ فأنظر هل ذات الأفكار التطوعية التي عندي يؤمن بها ذلك الوطن، وتتناسب معه أم ربما أن العمل التطوعي سيجلب عليّ وبالاً أنا في غنى عنه، ولذلك فإن مراعاة الجانب الثقافي الحضاري مطلب أساسي.
وتابع: هناك لمسة أخرى في العمل التطوعي عبر الثقافات فأحياناً يخرج مجموعة من الشباب أو حتى الفتيات في أعمال تطوعية من ثقافات مختلفة لعمل تطوعي، وهذا له مزايا وله عيوب، فمن عيوبه أحياناً أن ينشغل كل فرد في تقييم الشخص الآخر وفي تقييم طباعه وفي تقييم مجتمعه مهملين العمل التطوعي، ولذا كان لزاماً أن يتفاعل الشباب المتطوع مع بعضهم في النقاط المشتركة ولا ينظروا إلى النقاط غير المشتركة فبهذه الطريقة يتحقق النجاح الأكبر في العمل التطوعي.