"ميزة تنافسية وخطط واستثمار".. قراءة تفصيلية لآفاق فوز المملكة بـ"إكسبو الرياض ٢٠٣٠"

محطة اقتصادية مهمة تستند على "إصلاحات واسعة مدعومة بجملة تشريعات" تساندها الدولة
"ميزة تنافسية وخطط واستثمار".. قراءة تفصيلية لآفاق فوز المملكة بـ"إكسبو الرياض ٢٠٣٠"

جاء فوز السعودية باحتضان معرض إكسبو٢٠٣٠ ترجمة واضحة لجهود قادتها الدولة عبر رؤية وخطة شاملة وإصلاحات اقتصادية واجتماعية حملت برامج ومستهدفات واسعة تركزت في معظمها على بناء اقتصاديات جديدة وخلق بيئة استثمارية تنافسية مدعومة بجملة تشريعات وتنظيمات.

ستحتضن المملكة إكسبو الرياض ٢٠٣٠ في العام الذي تحتفل فيه بتحقيق أهدافها التنموية والاقتصادية على المستويات كافة، فاليوم الاقتصاد السعودي لا يعتمد على النفط دون سواه، حين استطاعت المملكة إيجاد روافد مهمة كقطاع المعارض الذي يلعب دورًا مهمًا في النظام الاقتصادي.

انعكاس "إكسبو٢٠٣٠" على قطاع السياحة

يعدّ معرض إكسبو أكبر تجمع عالمي زواره بالملايين، وقد استطاع جناح السعودية في إكسبو ٢٠٢٠ بدبي من تسجيل ٥ ملايين زائر من مختلف الجنسيات، ليحصل بذلك على أكثر من ٢٣.٤٦٪ من نسبة إجمالي زوار المعرض وهي أعلى نسبة زيارات حصلت عليها الأجنحة المشاركة في تاريخ معارض "إكسبو" الدولية على الإطلاق.

فهو مُحرّك للسياحة داعم لريادة المال والأعمال، ويمتد أثره الإيجابي لقطاعات الخدمات اللوجستية والإيواء والفنادق والنقل والاتصالات، وسيُوفّر مئات الفرص الوظيفية ويسهم في الناتج المحلي من خلال تسويق الصناعات السعودية.

أيضًا سيدعم خطط رفع معدلات السائحين إلى ١٥٠ مليونًا بحلول ٢٠٣٠، وقد تحرّكت المملكة سريعًا بخطوات جريئة في هذا المضمار المهم، إذ تلعب المواسم السعودية وبالأخص موسم الرياض دورا مهما في جذب السياح من كل الأقطار.

أهمية "إكسبو"

لهذا التجمع الاقتصادي الصناعي أهمية كبيرة للدول التي تتسابق بملفاتها لتنظيمه، فهو قناة لتبادل الثقافات ونافذة يطل منها الضيوف والشركات لمعرفة قدرات وإمكانيات البلد المستضيف، مع توافد الشركات ورواد التكنولوجيا الجديدة لعرض آخر صناعاتهم.

إذاً نحن أمام تظاهرة وفرصة ذهبية للاستفادة من تجارب الشركات، والدول المشاركة، كذلك يتيح للدولة المستضيفة عرض تجاربها في البيئة والاقتصاد والتنمية المستدامة، وللمملكة جهود واضحة في دعم مبادرات التشجير والحد من أشكال التصحّر والتلوث كمبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر والحياد الصفري والمشاركة في الحملات الإغاثية والوقوف مع الدول المنكوبة.

وتكمن أهمية المعرض كونه مركزًا عالميًا لاكتشاف مواطن القوة الاستثمارية من خلال "مختبر الاستثمار العالمي" الذي ستطلقه المملكة ليصبح مركزاً عالمياً للابتكار، كذلك تعتبر معارض إكسبو ميدانا للإلهام والإبداع العلمي ومنصة تستعرض أشكال الثورة الصناعية الرابعة كالذكاء الاصنطاعي والروبوتات والدرونز الذكية وإنترنت الأشياء.

إكسبو الرياض يعمل بالطاقة النظيفة

وإيمانا بأهمية مشاريع المملكة البيئية ورسالتها العالمية اختارت أن يعمل نظام التشغيل في إكسبو الرياض على الطاقة النظيفة ليصبح صديقًا للبيئة، ويحقق مستوى صفري للانبعاثات الكربونية؛ فحرصت المملكة على استثمار الطاقة الشمسية التي تتميز بها طبيعتنا المناخية، مع تطوير معايير عالية لكفاءات الموارد وإستراتيجيات مفصلة لتعزيز التنوع البيولوجي والقضاء على هدر الطعام وضمان إدارة النفايات الخضراء وإعادة تدويرها.

قطاع المعارض رافد واعد خصب

يلعب قطاع المعارض دورًا مهمًا في النظام الاقتصادي للدول، وهنا أدركت المملكة أهمية هذا المورد فأسست الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات عام ١٤٤٠هـ لتكون مهمتها تنظيم ورسم سياسات المعارض والمؤتمرات، ولتمثيل المملكة خارجيًا وإبراز قوة المملكة في هذا المجال، ولمعرض إكسبو دور في رسم الصورة الذهنية الإيجابية لمدينة الرياض بشكل خاص من خلال ما يطرح من مبادرات وفعاليات وما ينشر خلال الرسائل الترويجية والاتصالية التي تعكس هوية وحضارة المملكة، وما يقدمه سفراء إكسبو على مستوى العالم بتوجيه الأنظار نحو المملكة كمناخ خصب للاستثمار والسكن.

وفي بعض الدول تتفوق هذه الصناعة على كثير من القطاعات الاقتصادية الأخرى فهي البوابة لالتقاء أقطاب الاستثمار ورؤساء الحكومات وممثلي الشركات فهو بمثابة ورش العمل ضخمة مفتوحة لتلاقح الأفكار.

وتعتبر صناعة المعارض والمؤتمرات عالمياً من أكثر القطاعات تأثيراً على أعمال وتجارة الدول، وهي الصناعة الوحيدة ذات التأثير المباشر وغير المباشر على جميع قطاعات الاقتصاد، ويعد هذا المجال الواعد حلقة وصل بين الشركات والمستثمرين لمعرفة احتياجات السوق فهو ميدانًا جاذبًا لفرص الأعمال والاستثمار والتي تُمهّد الطريق للقطاع الخاص.

ويتوقع الخبراء نمو قطاع سياحة المعارض والمؤتمرات في المملكة بنسبة ١١٪ سنويًا للسنوات العشر المقبلة، ما يجعله الأسرع نموا في الشرق الأوسط، لما تعيشه المملكة من حراك واحتضان للفعاليات والمؤتمرات والمنتديات كمنتدى مستقبل الاستثمار ومعرض صنع في السعودية ومثلها الكثير، ومن المتوقع أن تشارك المعارض والمؤتمرات بزيادة الناتج المحلي بقيمة تقارب ٣٠ مليار ريال سنوياً وصولا لعام ٢٠٣٠.

الميزة التنافسية للعاصمة "الرياض"

وعند الحديث عن "الرياض" فهي ثالث أكبر عاصمة عربية من حيث المساحة والسكان، ولهذه المدينة خطط طموحة تقودها الجهات التنفيذية على كل المستويات، وفيها ميزات تنافسية بين عواصم العالم وبين مناطق المملكة فلديها إمكانيات اقتصادية وبيئية واجتماعية، وهي من أسرع المدن نمواً في العالم، كذلك مُتوقع أن يرتفع معدل النمو السكاني لـ ١٧ مليونًا بحلول ٢٠٣٠.

ويبرز المعرض الرياض كحاضنة للاستثمار ووجهة للشركات والأعمال التجارية وبيئة مُحفّزة لرجال وسيدات الأعمال، ويظهر العمق التاريخي والاستراتيجي والاستقرار الاقتصادي مع الانفتاح الذي تعيشه، وهذا يُنمّي ويخلق عمليات تبادل ثقافي، ويعزز مكانتها كعاصمة عربية تمتلك أدوات القرار الاقتصادي والسياسي.

كذلك تُشكّل الرياض ما يقارب ٥٠٪ من الاقتصاد غير النفطي في المملكة، وقد أُعلن مؤخرًا العديد من المدن الصناعية التي ستدفع بعجلتها للأمام من حيث نوعية هذه المشاريع وأثرها، ومن أهداف رؤية ٢٠٣٠ أن تكون الرياض ضمن أكبر عشر مدن اقتصادية في العالم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org