أكد الدكتور وليد المطيري، رئيس قسم التاريخ بجامعة القصيم، أن المتأمل في القرار السامي عن يوم التأسيس يرى بُعدًا وحنكة رشيدة بالغة الأثر في نفوس أفراد هذا المجتمع.
وقال لـ"سبق" إن دولة كالمملكة العربية السعودية واحدة من أقوى الدول المؤثرة في العالم العربي والإسلامي، ولها تاريخها العميق الذي بُني على أيدي رجال رسَّخهم التاريخ، بدءًا بمؤسس الدولة السعودية الأولى الإمام محمد بن سعود بن مقرن، الذي نشأ وترعرع في الدرعية، وكان يعمل إلى جانب والده في ترتيب أوضاع الإمارة؛ فنشأ شابًّا فطنًا وسياسيًّا محنكًا.. وعُرف عنه الشجاعة والقدرة على التأثير. وقد تولى حكم الدرعية في ظروف صعبة؛ فالدرعية كانت منقسمة نتيجة الصراع الداخلي، وكذلك انتشار مرض الطاعون في الجزيرة العربية.
وأردف: رغم هذه الظروف تمكَّن الإمام محمد من توحيد الدرعية عام 1139هـ، وساهم في نشر الاستقرار مع الإمارات المجاورة والعشائر المتنقلة، وكان سياسيًّا بارعًا؛ فقد أسس مسارًا جديدًا في تاريخ المنطقة بحفاظه على أمنها، ونشر التعليم والثقافة، وتعزيز التواصل بين أفراد المجتمع.. وقد شهدت استقرارًا وازدهارًا كبيرًا في مجالات متنوعة.
وأضاف بأن الإمام محمد بن سعود نجح في تحقيق رؤيته لإقامة الدولة، وكان له الأثر الكبير في تشجيع الشيخ محمد بن عبدالوهاب للقدوم إليه؛ لأنه رأى أن الإمام محمد والدولة قادرة على حماية الدعوة ونصرتها؛ فكان الإمام محمد بن سعود رمزًا للتأسيس، واسمًا تاريخيًّا راسخًا في تاريخ هذه البلاد؛ ومن هنا جاءت اللفتة الكريمة من حكومتنا الرشيدة بتخليد هذا التاريخ (22 فبراير) يومًا يُحتفى به كل عام مرسخين فيه عمق تاريخ هذه البلاد وما قام به رجالاتها العظماء منذ يوم تأسيسها حتى توحيدها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-.
وختم قائلاً: "فكما كان اليوم الوطني الذي يصادف 23 سبتمبر مناسبة وطنية لاستذكار توحيد البلاد على يد الملك عبدالعزيز، كذلك يوم التأسيس 22 فبراير مناسبة تاريخية جديدة لاستذكار العمق التاريخي للمملكة العربية السعودية".