بهذه الكلمات.. "الحبيب" يفضّ الاشتباك بين تطوع كبار السن والشباب

أكد أنه مهنة إنسانية تشترك فيها الأديان والرجل والمرأة والكبير والصغير
بهذه الكلمات.. "الحبيب" يفضّ الاشتباك بين تطوع كبار السن والشباب

هل ينفع كبار السن في التطوع؟! أم إن العمل التطوعي هو نشاط شبابي؟ يجيء ذكر مفردة التطوع، فنتخيل الشاب الذي يتنقل بين المدن، لكننا نغفل عن تخيل كبار السن في العمل التطوعي، بل لربما إذا تذكرناهم نقول: ربما يزعجوننا بملاحظاتهم، أو ربما يزعجوننا بضعف نشاطهم!

بهذه المقدمة انطلق البروفيسور طارق الحبيب متحدثاً عن تطوع كبار السن، قائلاً: من ينظر عبر التاريخ يجد بعض الأطباء في مختلف الدول من عملوا في التطوع عملاً عظيماً، يتنقلون بين الدول المختلفة، وبينهم المهندسون وغيرهم كذلك.. فالعمل التطوعي ليس محصوراً في الشباب، وليس محصوراً في الدعاة، العمل التطوعي هو مهنة إنسانية تشترك فيها الأديان، ويشترك فيها الرجل والمرأة، ويشترك فيها الكبير والصغير.

وأضاف: ثانيةً.. هل ينفع الكبير في العمل التطوعي؟! الإجابة نعم.. وألف نعم، ولكن كيف يختلف عن الشاب في العمل التطوعي؟ هو أكثر رزانة وحكمة وهدوءاً، ولذلك إذا طعَّمنا هذه الرزانة بحيوية الشباب ربما يحدث نوع من الصدام.

وتابع: ما هو الصدام المتوقع حينما يعمل الكبير مع الشباب؟ ربما يصفهم بعدم الحكمة.. وهم يصفونه بالضعف والكسل ويتسمى باسم الحكمة والاتزان، إذاً ما الحل لمثل هذا؟! كيف نجعل الشاب يقبل الكبير، والكبير يقبل الشاب، يجب عليك أيها الكبير يا من تعمل في العمل التطوعي أن تقدم نفسك بطريقة فيها شيء من القلق المتسارع، وفيها شيء من الحيوية، حتى لو تكلفت هذا الدور حتى تطمئن نفس الشاب المتطوع أن الذي يعمل معه حيوي وليس كسولاً، رجل شاب وليس رجلاً هرماً، فتطمئن نفسه وتنطلق.

وواصل: ماذا عن الشاب حينما يعمل مع الكبير؟ يجب أن يُشعره بإعجابه بأفكاره وحكمته، إذاً كل يغري الآخر بما يتمناه فيه حتى يتكامل الصغير مع الكبير ويجب أن نتأكد أن التطوع عند الكبير ليس نتاجاً لأزمة نفسية يمر بها فأراد أن يحلها بالعمل التطوعي.. فالعمل التطوعي في حد ذاته هو جهد يبذله الإنسان إذا كنت تجد فيه المتعة فهنا ستُؤدى الرسالة وإن كنت تجد به فقط الخلاص من بعض الأحزان فربما ينفع وربما أحياناً لا ينفع، بل ربما يضر العمل التطوعي إذا كان الهدف هو التنفيس من الألم.

وختم: هل التنفيس عن الألم عند الكبير في العمل التطوعي مرفوض؟ لا.. إن كان التنفيس عن الألم يعطيه راحة تدفعه للعمل التطوعي فنعم، وإن كان التنفيس عن الألم عند الكبير في السن يعطيه راحة فقط ليرتاح من آلامه ولا يؤدي شيئاً في العمل التطوعي فلا مانع من ذلك أيضاً؛ لأن العمل التطوعي والشباب في هذه الحالة قد تطوعوا لهذا المسن فأحسنوا إليه، لكن المشكلة إن كان التنفيس عند الكبير ربما يؤدي إلى إعاقة العمل التطوعي فهذا لا مكان له في العمل التطوعي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org