على الرغم من فقدان أهالي الحشرج للخدمات البلدية بمختلف أنواعها، لا يزال الظلام يعم المنطقة، وباتت المطالبات كالأحلام، ولا يعلم السكان متى تتحقق ليتحول المركز من "البادية" إلى مركز "حضاري"، حيث يفتقر مركز الحشرج لـ "السفلتة والأرصفة والإنارة"، وغيرها من الخدمات في ظل ما يشهده من كثافة سكانية عالية.
وقد صدرت موافقة مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، قبل حوالي 8 سنوات بترقية مركز الحشرج التابع لمحافظة تربة من فئة (ب) إلى فئة (أ) من أجل الارتقاء بالخدمات المقدمة للسكان، إلا أن تلك الترقية إلى فئة (أ) لم تشفع أو تجد التفاعل عند وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة بأمانة الطائف وبلدية تربة الذين تركوا المعالم والطرق كما هي، ويجددون وعودهم كالسراب طال انتظارها بين الفترة والأخرى لحين يتقاعد المسؤول أو ينقل لتبدأ صفحات المطالبات بالخدمات البلدية من جديد.
وثّقت "سبق" زيارة مندوب أمانة الطائف وهو الوكيل المساعد للبلديات المرتبطة المهندس سعد الحارثي، بتاريخ 1442/02/11هـ لمركز الحشرج، جنوب تربة، لرصد احتياجات السكان وضمان استفادتهم من الخدمات المنوطة بالبلدية وأطلع المهندس على كل ما يفتقده المركز من احتياجات بلدية.
وجاء تقرير الوكيل المساعد للبلديات المرتبطة على النحو الآتي: تم الوقوف على مركز الحشرج بمشاركة مندوب من بلدية تربة، واتضح أن هذا المركز من المراكز ذات الفئة (أ) ومن أقدم مراكز المحافظة وأكبرها وبه عدد من الإدارات الحكومية.
وقد تمت ملاحظة قلة الشوارع المخدومة بخدمة الأسفلت حيث أن خدمات الأسفلت قد اقتصرت على الشوارع الرئيسية التي تربط بين الأحياء السكنية والسفلتة بها قديمةـ حيث إن معظم هذه الشوارع الأسفلت بها متهالك وتحتاج إلى كشط وإعادة سفلتة ولم يتم مشاهدة وجود أي شوارع مسفلته تربط بين المنازل داخل الأحياء.
وتتسم الشوارع الموجودة حالياً بأنها ترابية ووعرة خصوصاً أثناء هطول الأمطار وما ينتج عنها من وجود انجراف للأتربة ووعورة هذه الطرق.
وأشار التقرير إلى أن ما سبق ذكره لا يتوافق مع حجم الخدمة المقدمة لأهالي المركز خصوصاً في أعمال السفلتة والأرصفة والإنارة وهي الخدمات ذات الضرورة القصوى للمواطنين، كما أنه تم ملاحظة عدم وجود أعمدة للإنارة لجميع الشوارع المخدومة حالياً بخدمة الأسفلت.
وخلال شكوى رسمية لمدير بلدية تربة؛ اعترض عدد من الأهالي تحتفظ "سبق" بأسمائهم عما ورد في التقرير من "ملاحظة وجود موقع 500م×400م وهو عبارة عن أرض مفتوحة خلف نادي للشباب ذكر أحد المواطنين بأن أهالي المركز يرغبون إقامة حديقة للأهالي على هذا الموقع ".
وقال الكثير من الأهالي لـ"سبق" أن النادي المشار إليه في التقرير "قديم" وهذا الموقع بعيد كل البعد عن الأحياء السكنية ولا يخدم المصلحة العامة ويرغبون بإنشاء الحديقة العامة على المدخل الرئيس بالقرب من طريق الجيش السريع الرابط بين "الحشرج والمنطقة الجنوبية" وتحديداً مقابل مركز الحشرج التابع للمحافظة، حيث يعتبر هذا الموقع متميز واستراتيجي كونه يتوسط الأحياء السكنية وسوف تعود منفعة الحديقة على الأهالي والمسافرين.
وفي سياق متصل، وقف الرئيس الجديد لبلدية تربة فيصل الحارثي، ميدانياً قبل عدة أيام، يرافقه رئيس وأعضاء المجلس البلدي على مركز الحشرج، واطلعوا على الأحياء السكنية التي تحتضن المنازل المأهولة بالسكان وشاهدوا انعدام الخدمات البلدية.
وجدد أهالي الحشرج مطالبهم لأمين الطائف الجديد الدكتور أحمد بن عزيز القثامي متأملين أن يشهد المركز تطويراً بتوجيه ومتابعة منه ليتم دعمهم بالخدمات البلدية التي ترتقي بالسكان ومن أهمها سفلتة الطرق وتركيب الأرصفة ودعمهم بأعمدة الإنارة الأحياء والطرق الرئيسية والداخلية التي تتوسط منازلهم.
وطالبوا في الوقت ذاته بتشغيل عشرة أعمدة للإنارة تم تركيبها في وسط المركز ولم يستفاد من إضاءتها وكذلك مطالبين بعمل الصيانة اللازمة لأعمدة الإنارة المتوفرة حالياً بجهود ذاتية من الأهالي أمام منازلهم.