جدل "المضطرب" يفتح ملف تحول الجنس .. خنثى وزواج مثلي .. انتحار وميراث!
أثارت حلقة برنامج داود الشريان؛ الأخيرة، الجدل بعد استضافته أحد المضطربين جنسياً والمقيم في بريطانيا لتحويل جنسه من أنثى إلى ذكر، وهي الحلقة التي ناقشت هروب الفتيات لكثير من الأسباب؛ من ضمنها السبب نفسه الذي دفع هذه الأنثى المتحولة إلى ذكر وسمّت نفسها "عبدالله"، وتداخلت بالحلقة المحامية البحرينية فوزية الجناحي؛ التي أكّدت أن هناك ١٥٠ حالة قاموا بتوكيلها لمتابعة تحويل جنسهم.
وبحثت "سبق"؛ عن تفاصيل هذا الملف الغامض الذي يفتح باب المثلية المحرّمة في المجتمعات العربية، ويسبّب خللاً في تركيبة المجتمع والأسرة وتوزيع الميراث، وكذلك في علاقات الزواج بين المتحولين، فيصبح زواجاً مثلياً لا زواجاً صحيحاً!
وبالتواصل مع الجرّاح السعودي البروفيسور ياسر صالح؛ استشاري الجراحة بكلية الطب والمستشفى الجامعي بجراحة الأطفال والتجميل ومناظير الجهاز الهضمي والبولي والتنفسي والرئيس السابق لمركز تصحيح وتحديد الجنس بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، أوضح: "ملخص مشكلة التداخل في تحديد الجنس تعريفها هو أنها حالة يحدث فيها تعارض وتناقض بين أحد مستويات تحديد الجنس وباقي المستويات, أما عملية تحديد الجنس فيكون بالكروموسومات وبالغدد الجنسية وبالأجهزة التناسلية الداخلية والخارجية، فإذا وُجد أي تناقض بين أحد هذه المستويات والمستويات الأخرى تسمّى هذه الحالة تداخل الجنس".
وأضاف: "يكون هناك الخنثى الكاذب الذكري، وهذه الحالة قد تكون الأجهزة التناسلية الخارجية شاذة في طفل ذكر، وقد تبدو أقرب إلى الجهاز الأنثوي، أما الخنثى الكاذب الأنثوي فعكس الأولى بجهازها التناسلي، وهناك الخنثى الحقيقي، وهنا قد يملك الشخص جهازاً شاذًاً ولديه مبيض وخصية في الوقت نفسه، وهنا يصحّح الجنس إلى الجنس الأقرب له بما يملك من مواصفات جسدية ومتوافقة مع مستقبله من حيث القدرة الجنسية ومراعاة رغبة الشخص وميوله".
وبيّن: "الخلاصة في الحالتين الأوليين لا بد من تدخل تصحيحي إما بالجراحة أو بالهرمونات، وفي عمليات التصحيح للحالات الثلاث لا بأس بها، إذ إن حالات (الخنثى) بأنواعها تعاني غموضاً في الأعضاء التناسلية، وهذا له أسبابه مثل تعاطي الأم الحامل بعض العقاقير والهرمونات التي قد تؤثر في مسار نمو الأعضاء التناسلية".
ونبّه "د. صالح"؛ إلى "ما يسمّى فقدان الهوية وتغيير الأنثى إلى ذكر وهي تملك جسدياً كل مقومات جنسها، أو ذكر ويمتلك مقومات الذكورة فهو محرّم لما له من تبعات بالزواج، فإذا تحوّل ذكر إلى أنثى ثم تزوجت هذه الأنثى (الذكر المحوّل) أليس هذا زواج رجل برجل؟! وأليس محرّما والعكس مثله؟".
وقال: "كذلك بالميراث، فإن تغيير الجنس يغيّر ميراثه، وإذا كان الرجل المحول إلى أنثى هو الذكر الوحيد بالعائلة، أليس في ذلك تغيير لميراث جميع الأسرة وذلك بالحجب في الميراث بوجود الابن وينتقل ميراث هذه الأسرة من أصحاب الفرائض إلى العصبة من غير أصحاب الفرائض عند عدم وجود الابن، وكذلك تغيير الجنس يغير الواجبات الشرعية من صيام وصلاة .. إلخ".
واستدرك: "إن هذا التحول المحرّم يُوجد لدينا جنساً ثالثاً بالمجتمع وهي الأنثى الصناعية قد تصلح للممارسة الجنسية، ولكن لا تحمل لعدم وجود مبايض وأرحام، أما الأنثى المتحولة لذكر فقد تحوّلت شكلاً فقط ولا يمكن أن تخصب الرجل".
واختتم: "إن حالات الانتقال من جنس إلى جنس أو التحول محرّمة شرعاً وحرّمها المجمع الفقهي الإسلامي لرابطة العالم الإسلامي، فالمتحول يظل حبيس فكرته هو مجرد شعور نفسي وعقلي فتتكرّس لديه فكرة التحول رغم أن تكوينه البيولوجي والفسيولوجي والهرموني يقول إنه ذكر، وأغلب المتحولين لا يستمرون في الحياة وأغلبهم يُقدم على الانتحار".