"الشمري" لـ"سبق": العلم السعودي يحتفظ بهويته منذ ثلاثة قرون.. وهنا بداية قصته

قالت في هذا اليوم بدلالته يفخر ويتباهى بها المواطنون السعوديون والمقيمون والزائرون
الدكتورة منيرة قفل الشمري
الدكتورة منيرة قفل الشمري

أكدت رئيسة قسم التاريخ والتراث بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، الدكتورة منيرة قفل الشمري أن العلم الوطني للمملكة العربية السعودية عُرف بأصالته وعراقته.

وأضافت الدكتورة الشمري أن قصة العلم السعودي بدأت مع تأسيس الدولة السعودية على يد الإمام محمد بن سعود عام 1139هـ/ 1727م، وكانت راية الدولة السعودية الأولى خضراء مشغولة من الخز والإبريسم، مكتوب عليها جملة الشهادتين (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وقد عقدت على سارية بسيطة، وكان الإمام عبدالعزيز بن محمد، وابنه الإمام سعود بن عبدالعزيز يبعثان الرسل إلى رؤساء القبائل، ويحددون لهم يومًا ومكانًا معلومًا على ماء معين، حيث تتقدم الراية وتركز على ذلك المورد، فلا يتخلف أحد من رؤساء القبائل عنها.

وأشارت الشمري في حديثها لـ"سبق" كان للعلم ظهورٌ بارزٌ في عهد الدولة السعودية الثانية التي تأسست على يد الإمام تركي بن عبدالله عام 1240هـ /1825م، فكان الإمام تركي عند استعداده للغزو يرسل في بادئ الأمر رسله إلى أمراء البلدان ورؤساء العربان، ويتفق معهم على يومٍ محددٍ، ثم يسند الراية بالقرب من باب قصره قبل خروجه بمدة زمنية تتراوح بين اليوم والثلاثة أيام.

وواصلت: وقد سار الإمام فيصل بن تركي على نهج والده فيما يخص الراية. وعندما بدأ الملك عبدالعزيز مسيرة توحيد البلاد 1319هـ/ 1902م، استند على علم أجداده، واتخذه علمًا له، وكان مربع الشكل، والجزء الذي يلي السارية أبيض اللون، والجزء الآخر اصطبغ باللون الأخضر، وكتب في منتصفه شهادة التوحيد، التي يعلوها سيفان متقاطعان، ثم تغير شكله ليكون علمًا أخضر تتوسطه الشهادتان، وأعلاه سيف مسلول.

وتابعت: ثم أصبح العلم مستطيل الشكل، عرضه يساوي ثلثي طوله، وظل متمسكًا بلونه الأخضر، تتوسطه الشهادتان، وتحتهما السيف المسلول، وكلاهما باللون الأبيض، وعلى الرغم من مرور ثلاثة قرون متتالية إلا أن العلم السعودي ظل محتفظًا بملامح هويته المتجذرة.

وأردفت: انطلاقاً من قيمة العلم الوطني الممتدة عبر تاريخ الدولة السعودية منذ تأسيسها، وإيماناً بما يشكله العلم من أهمية بالغة بوصفه مظهرًا من مظاهر الدولة وقوتها وهويتها وتاريخها، ورمزًا للتلاحم والائتلاف والوحدة الوطنية، ورمزًا لولاء الشعب لقيادته ووطنه، وحيث إن يوم 27 ذي الحجة 1355هـ الموافق 11 مارس 1937م، هو اليوم الذي أقرّ فيه الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ العلم بشكله الذي نراه اليوم يرفرف بدلالاته العظيمة التي تشير إلى التوحيد والوحدة والعدل والقوة والأمن والنماء والرخاء والحكمة والعزة؛ أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في يوم 9 شعبان 1444هـ/ 1 مارس 2023م، أمره الملكي رقم (أ/303) بأن يكون يوم ( 11 مارس) من كل عام يوماً خاصاً بالعلم، باسم (يوم العلم).

وختمت: وهذا اليوم (يوم العلم) بدلالته ورموزه الوطنية، يفخر ويتباهى بها جميع المواطنين السعوديين والمقيمين والزائرين على أرضها، فدمت يا علمي عزيزًا مهابًا شامخًا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org