أكد محلل سياسي أن المملكة العربية السعودية حققت انتصاراً دبلوماسياً قوياً بحشد 57 دولة في مكان واحد وهو مكة، وفي شهر مقدس وهو شهر رمضان المبارك، وحشداً للرأي العام العالمي، مما يدل على القوة السياسية والقوة الروحية التي تتمتع بها المملكة في العالم أجمع، وضغطاً كبيراً على إيران وحلفائها في المنطقة.
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك سعود صالح المانع لـ"سبق": اجتماع أكثر من 57 دولة في مكة المكرمة هذه الليلة يعني الشيء الكثير في العالم أجمع، وهذه الوقفة السياسية مهمة للمملكة وإدانة صريحة وواضحة للأعمال الإرهابية سواء للحوثيين أو لإيران ضد المصالح السعودية والمصالح العربية بشكل عام.
وأضاف: الانتصار الدبلوماسي المهم جداً في وقته وزمانه يمثل ضغطاً على القيادة الإيرانية؛ لكي تعود إلى رشدها وتعيد النظر في سياساتها الإرهابية التوسعية في المنطقة، ولم تؤثر هذه السياسيات فقط على صورة إيران في الخارج، ولكن تؤثر على الوضع المعيشي للشعب الإيراني في داخل إيران الذي يعاني وضعاً معيشاً ومأزقاً اقتصادياً كبيراً.
وأردف: الأموال التي صُرِفت وتُصرف على التوسع الإيراني الخارجي كان من المفترض أن تُصرف على الداخل الإيراني؛ من أجل تخفيف وطأة المعيشة على الشعب الإيراني وتخفيف أعباء الحياة عن كاهله، وأن تقدم له خدمات أفضل ومستوى معيشياً جيداً، وأن تعود إلى حاضرة الدول المحبة للسلام بدلاً من الدول التي تحرص على ضعضعة الاستقرار والتوسع على حساب الآخرين، وتصدير الثورات بشكل يضر بالعالم العربي بشكل رئيسي، وكذلك بالدول الخليجية.
وقال "المانع": موقف العراق لم يكن مستغرباً، حيث إن بغداد في وضع حرج والرئيس العراقي عندما قال إن هناك حدود 1400 كيلومتر بين الدولتين يعني التقارب والحساسية بينهما، فلا يشك أحد أن إيران وعملاءها يدخلون في مفاصل الدولة العراقية، ومعظم الوزارات العراقية ويهيمن عليها من الداخل قوى وشخصيات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً جداً بإيران، وبالتالي فإن الحكومة العراقية في وضع تدرك فيه هيمنة القوى الإيرانية على مفاصل الدولة وكذلك على المجتمع العراقي.
وأضاف: نأمل أن يتحول الحال ويعود العراق إلى حاضنته العربية، وأن يرى أن مصالحه الاستراتيجية ليست مع إيران؛ لأن إيران تصدر الثورات وعدم الاستقرار، بعكس الدول العربية التي تصدر الازدهار الاقتصادي والاستقرار السياسي الذي يهم العراق ويهم دول مجلس التعاون ويهم المنطقة بشكل كامل.