بدأ معلمون ومعلمات في اقتناص دقائق قليلة من حصصهم الدراسية بمختلف المواد؛ وذلك لتعليم الطلاب الإملاء والكتابة، تجاوبًا مع المبادرة التي أطلقها وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، كوصفة علاجية للضعف الملحوظ، ونجحت المحاولات الأولى من التجربة في مدارس مختلفة؛ مما يشير إلى سرعة الوصول للهدف المنشود وهو سلامة الإملاء، وقدرة المتعلمين على تنويع مهاراتهم، وتوسيع مداركهم، والثقة بالنفس.
وفي ذات السياق، قالت الخبيرة بالنظام التعليمي لطيفة الدليهان لـ"سبق": إن "السطر الإملائي" عبارة انطلقت على لسان قائد التعليم الوزير الدكتور حمد آل الشيخ قبل 10 أشهر في أثناء اجتماعه الأول بمديري إدارات التعليم، وأثمرت نواتجها بإبداعات أنامل الطلاب والطالبات في الفصول.
وأضافت: "آل الشيخ" يحمل هَمَّ الميدان، ويعرف جيدًا الأثر الإيجابي لمادة الإملاء على الطلاب والطالبات، ومن هنا صدرت توجيهاته بضرورة تعميم مبادرة "السطر الإملائي" على مدارس المملكة، وتحمل جوانب تربوية، ووازنت بين تطوير الطلاب من جهة، وعدم تحميل المعلمين والمعلمات فوق طاقتهم من جهة أخرى.
وتابعت: "اختيار هذه المبادرة العظيمة واليسيرة، جاءت من شخصية سَبَرت أغوار العملية التعليمية، وعايشت قضاياها، وحرصت على تقييم الوضع الراهن وتجويد نتائجه، والسطر الإملائي هو إجراء تعليمي ميسر سريع، يمكن تنفيذه في جميع المدارس وفي مختلف الظروف والأوضاع؛ فهو لا يتطلب استراتيجيات ولا وسائل أو مستلزمات؛ كل ما يحتاجه تلميذ نجيب ومعلم مخلص وقائد ومشرف متابع".
وكشفت أن "السطر الإملائي" للمرحلة الابتدائية هو عبارة قصيرة جدًّا لا تتجاوز سطرًا واحدًا فقط، يتم اختياره من قِبَل المعلم لعلاج مهارة إملائية واحدة أو أكثر، يُمليه المعلم خلال خمس دقائق من الحصص الأربع الأولى في اليوم الدراسي، ثم يصوّب الطالب لنفسه بعد عرض المعلم النص الصحيح.
وختمت الخبيرة لطيفة الدليهان بقولها: "إجراءات سهلة وميسرة تسابقت وتنافست المدارس على تفعيلها؛ لأنها لامست احتياجًا وتعطّشًا في تنمية المملكة الكتابية الصحيحة لدى الطلاب والطالبات، ومن الممكن أن تتعدى إلى أبعد من ذلك؛ حيث جماليات الخط العربي، وتنمية المخزون اللغوي، وهذه المبادرة من وزير التعليم تَذَوّقنا ثمارها التي أينعت سريعًا، وستستمر شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها المبارك وثمارها النافعة لأبناء وبنات الوطن".