انطلقت بالعاصمة المغربية الرباط اليوم، أعمال المؤتمر الدولي بعنوان "تفكيك خطاب التطرف"، الذي تنظمه الرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب بشراكة مع رابطة العالم الإسلامي، بمشاركة نخبة من العلماء والباحثين والباحثات من عدة دول عربية وإسلامية.
وقال الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي عبدالرحمن بن عبدالله الزايد خلال كلمته في افتتاح المؤتمر "إن التطرف قضية فكرية تنعكس بسلبياتها على السلوك العام والعلاقات الإنسانية، وينبغي أن تتجه الجهود في مواجهتها إلى العقل والأفكار والبحث عن مكامن الخلل، وهي المهام الموكلة للعلماء والهيئات الشرعية، وأن الفكر المتطرف يسبب الكثير من المشكلات للأمة الإسلامية التي تحتاج إلى وحدة شاملة في مختلف مقومات الحياة".
وأشار "الزايد" إلى أن الغلو والتطرف الذي انتشر بين بعض الشباب، لم يزد الأمة الإسلامية إلا رهقاً وانتكاساً ما يستدعي تنسيق الجهود من خلال هيئات العلماء والتمسك بوسطية واعتدال الإسلام وعدم الأخذ بالتأويلات الخاطئة عن الإسلام الذي هو براء من التطرف.
من جانبه، أكد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو" الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري، أن خطورة التطرف تأتي من كونه انحرافًا في الفهم وفسادًا في الاعتقاد وشذوذًا في السلوك وانفلاتًا من القواعد والضوابط وخروجًا عن القوانين وتمردًا على قيم المجتمع وثوابته, مبرزاً أن التعامل مع التطرف للقضاء عليه ودرء مخاطره عن المجتمع ينبغي أن يسير في اتجاهات ثلاثة، المحاربة الأمنية المتعددة الجوانب، والمعالجة الفكرية بأساليب حكيمة لإبطال الاعتقادات الدينية المغلوطة والحجج الفقهية الباطلة التي يتسند إليها التطرف، وتجديد مناهج التعليم وتجويدها لتقدم المعلومات الصحيحة عن سماحة الدين ويسره وتقويم برامج الإعلام وتوجيهها لنشر القيم الإسلامية السامية والأخلاق الفاضلة التي تنمي في العقول والنفوس الاعتدال والوسطية والبعد عن الغلو والتطرف.
بدوره، أكد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أحمد عبادي، أن هذا الملتقى الدولي يستهدف الاشتباك المضموني مع الخطاب المتطرف من أجل تفكيكه وبيان عيوبه والتحذير من مهاويه بشكل منطقي متعقل مع الأخذ بعين الاعتبار كل الجوانب والجهود لمواجهة هذا الفكر المتطرف، مشيراً إلى أن التطرف مسألة متعددة الأبعاد، حيث إن هناك البعد الأمني، والبعد المرتبط بالرعاية الاجتماعية، ثم البعد المضموني العلمائي وهو الذي سيعكف عليه هذا المؤتمر من أجل بيان المنهاج الذي ينبغي تبنيه للتعاطي مع الظاهرة بشكل راشد.
وتتضمن أعمال المؤتمر الذي يستمر يومين، ست جلسات علمية تتمحور حول تفكيك خطاب التطرف، والمرتكزات الفكرية للمتطرفين وتفنيدها، والتطرف الطائفي وخطورته، وفي محورية المداخل العلمية لمواجهة التطرف وتفكيكه، ودور علم المقاصد في تفكيك خطاب التطرف ثم استراتيجية التحصين والوقاية من التطرف، وستتوج أعمال المؤتمر بتنظيم ورشتي عمل، الأولى حول استراتيجية مواجهة التطرف، والثانية تتمحور حول العقبات وسبل المواجهة.
ويناقش المؤتمر، دور العلماء في مواجهة التطرف وتفكيكه، واستراتيجية التحصين والوقاية من التطرف وتقويم وسائل مقاومة التطرف العقلية والعلمية والإعلامية، كما يسعى المؤتمر إلى دحض المعتقدات الفاسدة التي يقوم عليها الفكر المتطرف مع اقتراح أساليب علمية ووسائل عملية لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة بالمنهج السليم.