آثرت "مها المخلفي" اختصاصية التمريض في وزارة الحرس الوطني أن تواصل عملها في إجازة عيد الأضحى رغبة ذاتية منها، وطمعاً في الثواب من عند الله، حيث تبقى في خدمة ضيوف الرحمن داخل الأراضي المقدسة لتقديم الخدمات العلاجية.
عشق "المخلفي" لخدمة الحجيج، جاء من محاكاة واقعية لتجربة والدها الذي يعمل عسكرياً، ويصاحب الفرق الأمنية المكلفة بخدمة ضيوف الرحمن، وفي هذا الشأن تقول: "اعتاد أبي أن يترك الأهل والزوجة والأبناء، ويذهب إلى الأراضي المقدسة لخدمة الحجيج، وقد تأثرت به كثيراً، وتمنيت أن أحاكيه في أفعاله، وهو ما تحقق لي اليوم من خلال عملي ممرضة في وزارة الحرس الوطني".
ومن بين من تركتهم المخلفي من الأهل، ابنتها ذات السنوات الأربع، وحول هذا تقول: "لا يغيب عن بالي دموعها، لكي أبقى معها، ولكنني غلبت أداء الواجب في رعاية الحجاج، طمعاً في الثواب الكبير الذي أحصل عليه من رب العالمين، نظير عملي هذا".
ودائماً، تشعر المخلفي بالفخر والتباهي كونها ممرضة في الحرس الوطني، تعمل على خدمة ضيوف الرحمن، وتترجم هذا الفخر بابتسامة رضا، ترسمها على مُحياها، وهي تحمد الله كثيراً على ما هي فيه من نعمة كبيرة، وتجيب على أي سؤال يستفسر عن أسباب العمل في موسم الحج، قائلة إن "خدمة ضيوف الرحمن شرف كبير، لا يضاهيه شرف آخر، له ثوابه الكبير عند الله، وهو ما أطمع فيه".
ولا تستطيع "المخلفي" أن تصف شعورها، وهي تقدم مساعداتها للمرضى من الحجيج، قائلة: "شعور بالسعادة الغامرة، ممزوج بالرضا الداخلي، ينبع من مساعدة إنسان مريض، على أداء فريضة الحج، ويزداد الشعور تألقاً عندما أعتبر هذا المريض بمثابة الأب أو الأم، فأجد نفسي مندفعة لمساعدته في مواقف أخرى يحتاج إليها، مثل تغيير الملابس، أو الدخول إلى دورة المياه، أو ارتداء الحذاء وغيرها، فأفعل ذلك برضا نفسي وحب ورغبة".
تضحيات "المخلفي" تتحطم، وتعبها يتحول إلى سعادة غامرة عندما تتسلل إلى مسامعها دعوات الحجاج لها بموفور الصحة والستر والغنى، نظير ما تقدم لهم. وتقول: "رغم ساعات العمل الشاقة، وتعدد المهام أثناء الدوام، إلا أنني لا أشعر بأي مشقة، وتكفيني نظرات الرضا التي أراها في عيون الحجاج، وتسعدني دعواتهم لي ولأسرتي، وهذا يكفيني جداً، ويزيل عني أي عناء".