لم تتردد المملكة العربية السعودية يوماً في مدّ أياديها البيضاء لاحتضان أي اتفاقات سلام تجمع فيها ما بين فرقاء مختلفين أو في حالة نزاع أو صراع عسكري أو سياسي، فيما ارتبطت معظم تلك الاتفاقات التي رعتها "مملكة السلام" بأسماء مدنها وأحياناً مزارعها، منذ عهد مؤسسها -طيب الله ثراه- وصولاً إلى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، وذلك تبعاً للنهج السعودي في توطيد أواصر المحبة والاستقرار الإقليمية والريادية بين دول وشعوب العالم.
اتفاق الرياض
تصدّرت مدينة الرياض في الخامس من نوفمبر الحالي عناوين الصحف العالمية لرعايتها توقيع "اتفاقية الرياض" بين الحكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي بعدن، والذي أفضى إلى تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن وخدمة الشعب اليمني بكل مكوناته، واحترام مطالب المكونات اليمنية كافة من خلال الحوار والعمل السياسي عوضاً عن حقن دماء اليمنيين وتغليب الحكمة والحوار ووحدة الصف.
اتفاق جدة
وفي استعراض لبعض جهود المملكة في رأب الصدع بين العديد من الفرقاء سواء في الوطن الواحد أو بين الدول جمع "اتفاق جدة" في 17 سبتمبر 2018م ما بين رئيس جيبوتي إسماعيل قيلي، ونظيره الإريتري أسياسي أفورقي؛ استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في ثاني لقاء جمع بين زعيمين أفريقيين لعقد الصلح في المملكة بعد 10 أعوام من القطيعة بين البلدين.
اتفاقية جدة للسلام
وقبلها بيوم واحد، وتحديداً في 16 سبتمبر 2018م، رعى الملك سلمان بن عبدالعزيز اتفاقية المصالحة بين إرتيريا وإثيوبيا في جدة أيضاً، حين وقع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ورئيس إريتريا أسياسي أفورقي على "اتفاقية جدة للسلام".
إعلان مكة
أما في 11 يوليو 2018 فقد استضافت مدينتا جدة ومكة المكرمة المؤتمر الدولي للعلماء المسلمين حول السلم والاستقرار في جمهورية أفغانستان، داعية أطراف النزاع الحكومة وحركة طالبان إلى الامتثال لمبادئ الدين الحنيف المنادي بنبذ العنف والفرقة لتحقيق الصلح وإخماد نار الفتنة، وذلك في الاتفاقية التي أطلق عليه "إعلان مكة".
اتفاق الجنادرية
نجحت السعودية في الثالث من مايو 2007 من إنهاء خصومة دامت أكثر من ثلاث سنوات بين السودان وتشاد، بعد أن رعى الملك عبدالله بن عبدالعزيز "اتفاق الجنادرية" لتتم المصالحة بين البلدين في مزرعته بالجنادرية، وقعه الرئيسان السوداني عمر حسن البشير، والتشادي إدريس ديبي.
اتفاق الطائف
جمعت المملكة في 30 سبتمبر 1989، بمدينة الطائف وبرعاية الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- 62 نائباً لبنانياً يمثلون كل أطراف النزاع والحرب الأهلية في لبنان، لتعقد بينهم اتفاقية مصالحة عرفت باسم "اتفاقية الطائف" لتنهي تلك الاتفاقية الحرب الأهلية اللبنانية.