أوضح استشاري طب الأورام للبالغين وأورام الجهاز التنفسي والهضمي بمستشفى الحرس الوطني بجدة، الدكتور تركي الفايع في حديث خاص لـ"سبق"، أن سرطان الرئة هو عبارة عن ورم من الخلايا المبطنة لمجرى الهواء، أو ما يسمى "القصيبات الهوائية" والحويصلات والشعب الهوائية، وقد يؤدي سرطان الرئة إلى إصابة الأنسجة المجاورة من الغدد الليمفاوية أو الأعضاء الأخرى كالغشاء البلوري أو الجدار الصدري.
أضاف: وفي أحيان كثيرة قد ينتشر المرض ويصل إلى أماكن وأعضاء بعيدة عن الرئة؛ كالكبد والعظام والدماغ أو الغدد الكظرية.. ويصيب سرطان الرئة الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم نحو 65 عامًا. وبشكل عام هو مرض يصيب كبار السن، ولكن قد يصيب أيضًا الأصغر سنًا، والذين تتراوح أعمارهم حول الـ 50، بخاصة عند وجود بعض المتغيرات الجينية لبعض الخلايا.
وأشار إلى أنه تأكد علميًا أن التدخين أحد الأسباب الرئيسة للإصابة؛ حيث يرتبط تدخين السجائر ارتباطًا وثيقًا بسرطان الرئة؛ إذ إن ما يقارب 82 % من الحالات المصابة بسرطان الرئة تكون نتيجة تعرض رئة المريض للمواد المسرطنة التي يستنشقها مع التدخين، وأقلها ضررًا النيكوتين، حيث تحتوي السيجارة على مواد أشد خطورة من النيكوتين. وتعد النرجيلة أيضًا من مسببات سرطان الرئة نتيجة والمؤدية إلى نشوء أورام في الرئتين.
وتابع: ومن الأسباب الأقل انتشارًا، تعرض المريض لمواد مشعة كمادة "الرادون" التي تكون موجودة بنسب أكبر في التربة والصخور، ولذلك قد يتعرض المريض للخطر إذا كان يعمل لمدة طويلة في حقول أو مناجم ذات نسبة عالية من مادة الرادون.
وبيَّن: لم تثبت الدراسات ارتباطًا وثيقًا بين تناول أطعمة محددة وبين تكون سرطان الرئتين. إن التعرض للمواد المشعة أو العلاج الإشعاعي الموجه على الرئتين أو جزء منها، قد يكون له تأثير على تكوين الأورام. وقد يكون التعرض المباشر للغازات الناتجة عن حرق الفحم أو الحطب وخصوصًا أول أكسيد الكربون، له علاقة بتكون سرطان الرئة، وخصوصًا إذا كان المريض من غير المدخنين لمواد التبغ.
ولفت إلى أنه لا يوجد سبب واضح للادعاء بأن مثل تلك الأورام السرطانية قد تكون وراثية، حيث إن أغلب الإصابات بها تكون نتيجة التعرض للمواد المسرطنة السابق ذكرها. ويتم علاج المريض بعدة طرق، منها الاستئصال الجراحي أو العلاج الكيميائي والإشعاعي أو المناعي، وفي حالات معينة يتم العلاج بالأدوية الموجهة للخلايا التي تحمل متغيرات جينية معينة.
وذكر أنه وفي الأصل يعتمد العلاج كليًا على نوع نسيج الورم من حيث كون الورم من نوع الورم الرئوي الصغير أو غير الصغير. وقد يخضع المريض للاستئصال الجراحي إذا كان المرض في مراحله الأولية. أما في حالة تعدى المرحلة الثالثة أو الرابعة، فإن العلاج يكون مركزًا على العلاج الكيميائي والمناعي والعلاج الموجه، ويتم تقرير ذلك بناءً على مرحلة الحالة وقدرتها على تحمل العلاج، بالإضافة إلى المتغيرات الجينية لها.