يواصل مجلس التنسيق السعودي الإماراتي مسيرته المظفرة، مُحققاً أهدافه الكثيرة في تعزيز التكامل بين البلدين الشقيقين، والوصول به إلى أعلى نقطة من التعاون المميز والمثمر، الذي يحقق تطلعات قيادة البلدين.
ويعد المجلس نموذجاً فريداً واستثنائياً للتعاون الإستراتيجي والريادة على مستوى المنطقة، وتحقيق التعاون من خلال الشراكات السياسية والاقتصادية الوثيقة، ما يعود بالنفع، ليس فقط على البلدين والشعبين الشقيقين، بل يقود قاطرة التعاون الخليجي، ويقدم المثال الحي للتعاون العربي، ويضع البلدين في المكانة اللائقة بهما على خريطة التحالفات العالمية.
ونجح المجلس باقتدار في تجاوز التفكير في التخطيط إلى التنفيذ، عبر مبادرات عدة، تتمتع بحوكمة دقيقة، تكفل تحقيقها لأهدافها المرجوة، وتسهم في وصول المجلس إلى إنجاز الغايات الكبرى للشراكة الإستراتيجية، من خلال التناغم في التفكير، والعقل المستشرف للمستقبل، والرؤية الواضحة المعالم للمنهج السياسي والاقتصادي والتنموي، التي تعتبر رفاه المواطن، هدفاً أسمى، وتضمن للاقتصاد استقراراً وللتنمية استدامةً، ما يجعل البلدين، يتصدران مؤشرات الفعالية والإنجاز، على مستويات إقليمية ودولية.
ويشدد المجلس على أهمية إتباع إستراتيجية العزم، التي تضمنت رؤية مشتركة للتكامل بين البلدين اقتصادياً وتنموياً وعسكرياً عبر 44 مشروعاً استراتيجياً مشتركاً، حيث وضع قادة البلدين مدة 60 شهراً لتنفيذها.
تعميق التعاون
تم إنشاء المجلس كنموذج أمثل للتعاون بين الدولتين، ينطلق من علاقتهما الأخوية التاريخية وروابطهما العميقة، ويعبر عن رغبتهما في تعميق التعاون وتحقيق التكامل عبر التشاور والتنسيق المستمر، وإطلاق المبادرات المشتركة، وهو ما يحقق مصالح البلدين ويعزز قوتهما، ويسهم في خلق فرص جديدة تحقق رفاهية الشعبين، وينعكس أثرها الإيجابي على جوانب الحياة اليومية لمواطني البلدين. ويعمل البلدان معاً من خلال أدائهما في المجلس، على استثمار الفرص والموارد، وضمان التنفيذ الفعال لمبادرات ومشروعات الشراكة الإستراتيجية بينهما، عبر آلية واضحة، تقوم على منهجية متكاملة لقياس الأداء، تكفل استدامة الخطط ونجاحها، ورؤيتها حقيقة متجسدة على أرض الواقع، ما يعكس إصرار القيادتين والشعبين على المضي قدما في تحقيق آمال التنمية والتقدم، وطموحات الرخاء والازدهار لصالح البلدين والشعبين، غير عابئين بالعقبات والتحديات.
ويحظى الشباب بين أولويات المجلس بأهمية قصوى، تتجسد في مبادرة تأسيس مجلس الشباب السعودي الإماراتي، لتعزيز الشراكة بين شباب البلدين، وإيجاد البيئة الملائمة لتبادل الأفكار والخبرات، واستثمار طاقاتهم لخدمة المجتمع ورؤى البلدين، مما يرفع مستوى الوعي بين الشباب، ويحقق التعارف والتقارب والتفاهم، ويسهم في تطوير قدرته على صنع القرارات، ويساعد في إنشاء مجتمعات مستدامة للأجيال القادمة.
الأفكار المبدعة
يركز مجلس التنسيق في تنفيذ مبادراته ومشروعاته الإستراتيجية على إيجاد الحلول المبتكرة، والاستفادة من الأفكار المبدعة، واستثمار مميزات الذكاء الاصطناعي التي توفرها التقنية، بهدف تحقيق الاستغلال الأمثل للموارد المتوفرة، بما يعزز التكامل في المنظومة الاقتصادية المشتركة، ويخدم الأهداف التنموية لكلا البلدين، ويحقق رفاه ورخاء مواطنيهما.
ويحقق مجلس التنسيق نتائج ملموسة في مختلف القطاعات والأعمال، ويقدم دعماً لا محدوداً للقطاعات ذات الأولوية، لضمان الاستغلال الكامل لطاقاتها، ويعمل بخطى حثيثة، لتنمية المهارات، وبناء الكوادر وتطوير الكفاءات، وخلق فرص العمل للمواطنين في مختلف الصناعات، وهو ما ينعكس أثره بشكل إيجابي على التقدم الاقتصادي ويحفز المواطنين على المشاركة والمبادرة والعمل والإنتاج والاستفادة من الإمكانات والقدرات.
إنجازات مشتركة
تأتي اجتماعات مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، تأكيداً على استمرارية العلاقات الأخوية بين البلدين، ويسلط الضوء على إنجازاتهما المشتركة، وهو ما يعود بالرخاء والسعادة على شعبيهما، ويواكب روح العصر ومتطلباته، ويستجيب لتحدياته التي لا تعترف إلا بالتكتلات الاقتصادية والسياسية والإستراتيجية الكبرى.
ويرى الخبراء أن البلدين يعملان معاً لاستثمار الفرص والموارد، وضمان التنفيذ الفعال لمبادرات ومشروعات الشراكة الإستراتيجية بينهما، عبر آلية واضحة، تقوم على منهجية متكاملة لقياس الأداء، تكفل استدامة الخطط ونجاحها، ورؤيتها حقيقة متجسدة على أرض الواقع، ما يعكس إصرار القيادتين والشعبين على المضي قدماً في تحقيق آمال التنمية والتقدم، وطموحات الرخاء والازدهار لصالح البلدين والشعبين، غير عابئين بالعقبات والتحديات.
أهداف متعددة
للمجلس أهداف كثيرة، منها أنه يهدف إلى بناء منظومة تعليمية فعالة، قائمة على نقاط القوة التي تتميز بها الدولتان، لإعداد أجيال مواطنة ذات كفاءة عالية، والتركيز على مجالات التعليم العالي، والأبحاث، والتعليم العام، والتعليم الفني، مما يبشر بنهضة علمية وتعليمية واعدة تعزز الثقة في المستقبل، وتفتح آفاق الإبداع والابتكار والاختراع والتميز أمام الأجيال الشابة من أبناء الدولتين، وتعزيز التكامل الاقتصادي بين البلدين، والاندماج بين أبناء الشعبين الشقيقين، كهدفين استراتيجيين للشراكة، من خلال مبادرة تسهيل انسياب الحركة في المنافذ للمواطنين والبضائع. إلى جانب رفع مستوى الاكتفاء الذاتي من السلع الأساسية المشتركة، وزيادة الجاهزية لمواجهة تحديات الأمن الغذائي، عبر إطلاق إستراتيجية موحدة للأمن الغذائي في الدولتين، تدعم الإنتاج الزراعي وصناعة الأغذية وتحسنهما، من خلال البحث والتطوير والابتكار، وتشجيع اعتماد الممارسات التكنولوجية في الإنتاج.
ويهدف المجلس لزيادة إسهام قطاع السياحة في الاقتصاد الوطني للبلدين، وتعزيز حركة السياحة البينية، من خلال تأسيس نظام التأشيرة السياحية المشتركة، ووضع آليات تسهيل إجراءات تنقل السياح بين الدولتين، من خلال إدارة موحدة لإصدار التأشيرة السياحية المشتركة.