تمكّن مركز الفلك الدولي باستخدام مرصد الختم الفلكي من صحراء أبوظبي اليوم، من تصوير الذيل الغباري للكويكب "ديمورفوس"، والذي تكوّن بعد اصطدام مسبار "ناسا" به قبل عدة أيام، وهو يظهر في الاتجاه المعاكس للشمس على درجة 290.
وفي هذا الإطار، فقد زوّد مدير مركز الفلك الدولي المهندس محمد شوكت عودة "سبق" بفيديو يبيّن حركة الكويكب الثنائي (ديمورفوس وديديموس) وهو يتحرك بين النجوم.
كما يبين المخطط المرفق التحليل الضوئي للمعان الكويكب خلال فترة زمنية مقدارها 100 دقيقة، ويظهر خلالها ثباتًا في اللمعان.
وأشار الفلكي "عودة" إلى أن الصورة الأخيرة تبين الكويكب كنقطة لامعة لها ذيل، وتبدو النجوم على هيئة خطوط؛ وذلك بسبب حركة الكويكب السريعة بين النجوم.
ولأول مرة في التاريخ، أجرى العلماء، فجر الثلاثاء الماضي، تجربة لتغيير مسار أحد الكويكبات؛ حيث تعد هذه التجربة وسيلة تقنية تسهم في إيجاد حل حال الرغبة في مواجهة كويكب خطير متجه نحو الأرض.
وقال مدير مركز الفلك الدولي المهندس محمد شوكت عودة في تقريرٍ كانت قد نشرته "سبق" في حينه: أطلقت "ناسا" مسبارها الفضائي المسمّى "دارت"، وذلك اختصارًا لجملة "تجربة إعادة توجيه كويكب ثنائي"، حيث أطلق المسبار على متن صاروخ فضائي يوم 24 نوفمبر 2021م متجهًا إلى كويكب يسمّى "ديمورفوس" (Dimorphos)، وهو كويكب صغير قطره 160 متراً يدور حول كويكب أكبر منه قطره 780 متراً اسمه "ديديموس" (Didymos) التي تعني "التوأم" باللغة اليونانية.
وبيّن أن التجربة تهدف إلى تغيير مدار الكويكب الصغير من خلال اصطدام المسبار به، وقال "عودة": حالياً يدور الكويكب الصغير حول الكويكب الكبير مرة واحدة كل 11 ساعة و55 دقيقة، والمرجو من التجربة أن يؤدي الاصطدام إلى تغيير مدار الكويكب الصغير ليتجه إلى الداخل، ويصبح مداره أصغر وأسرع، وبالتالي تقل مدة دورانه بثوانٍ أو دقائق يسيرة، مؤكدًا أن هذا الكويكب لا يُشكل أي خطرٍ على الأرض، إنما تمّ اختياره لاعتباراتٍ فلكية منها أنه سهل الرصد من قبل التلسكوبات الأرضية بعد الاصطدام؛ وذلك ليمكن رصدهُ من قِبل شبكة كبيرة من المراصد الأرضية لتحديد هل نجحت التجربة أم لا؟ وفي حالة نجاح هذه التجربة، تصبح هذه التقنية أحد الحلول لمواجهة كويكب خطير متجه نحو الأرض.
وأشار "عودة" إلى أنهُ قد استغرق المسبار فترة زمنية مقدارها 10 أشهر ليصل إلى الكويكب، ويبلغ قطره 100 ضعف قطر المسبار، ومن المتوقع أن تتغير سرعة الكويكب بمقدار 01% فقط؛ حيث يلمع الكويكب الآن بالقدر 14.5، ولا يمكن الجزم بما سنراه من الأرض وقت الاصطدام، فتتراوح التقديرات من أننا سنلاحظ تغيراً كبيراً على لمعان الكويكب وقت الاصطدام إلا أننا لن نلحظ أي شيء، وسيحتاج العلماء إلى عدة أيام أو أسابيع بعد الاصطدام لرصد ودراسة حركة الكويكب الصغير الجديدة؛ لمعرفة نجاح التجربة من عدمه.