واصلت المملكة العربية السعودية حراكها السريع والكبير وعلى كافة المسارات في عام 2022م، وأبرزت وفق رؤيتها الطموحة الكثير من المكتسبات والمستهدفات التي تم تحقيقها قبل أوانها المحدد، كما استطاعت أن تسجل المزيد من حضورها على الخريطة العالمية، وأن تواصل تقديم نفسها رقماً صعباً، وتكون وجهة عالمية جاذبة للاستثمار من مختلف أنحاء العالم.
سياسياً وحضوراً عالمياً وتطويراً داخلياً حكومياً يمكن الإشارة إلى أبرز الأحداث التالية والترتيب وفقاً للأهمية:
كان قرار إعادة تشكيل مجلس الوزراء وصدور أمر ملكي بأن يكون صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيساً لمجلس الوزراء، واحداً من أهم القرارات المحورية التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، والتي شملت أيضاً تعيين الأمير خالد بن سلمان آل سعود وزيرًا للدفاع. ويوسف البنيان، وزيرًا للتعليم.
وبحسب المراقبين فإن الأمر الملكي بتعيين صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيساً لمجلس الوزراء يأتي تتويجاً للجهود المذهلة والاستثنائية التي يقوم بها سموه، ومتابعته الدقيقة لتنفيذ رؤية 2030م تحت إشراف خادم الحرمين الشريفين، وهو ما نتج عنه بفضل الله ثم من خلال تلك الجهود تحقيق المملكة للكثير من المستهدفات قبل أوانها المتوقع، وكذلك قيادة السياسات السعودية على كافة المحاور بدقة متناهية برغم الصعوبات التي يمر بها العالم في نواح كثيرة سياسية واقتصادية وغيرها.
يعتبر إعلان يوم 22 فبراير من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية، باسم (يوم التأسيس)، وجعله إجازة رسمية من أبرز القرارات في 2022م، وذكر القرار أن احتفال المملكة العربية السعودية بيوم التأسيس، يأتي للتأكيد على رسوخ تاريخ المملكة الممتد منذ ثلاثة قرون، حيث يُعد ذكرى وطنية وفخرًا للمملكة العربية السعودية، يستحضر من خلالها الأحفاد تضحيات الآباء والأجداد وما كابدوه من تحديات في سبيل بناء وطن يمتد تاريخه لثلاثة قرون، وتأكيداً على أن "المملكة العربية السعودية ليست دولة طارئة على التاريخ ولا على الجغرافيا، فهي الأساس الذي تشكلت من خلاله وحدة أبناء الجزيرة العربية في تاريخها الحديث، بعد أن عانت لعقود من ويلات الفرقة والشقاق والنزاعات".
في منتصف يوليو 2022م: وضمن حراك سياسي كبير بالمنطقة استضافت المملكة العربية السعودية قمة أمريكية خليجية، بمشاركة الأردن ومصر والعراق خلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمملكة، التي تعد الأولى للشرق الأوسط منذ توليه منصبه. وأبرزت الاستضافة والقمم الثقل الكبير للمملكة، حيث ناقشت الكثير من الملفات الساخنة، في مقدمتها "أمن الطاقة" و"مناطق الصراع الملتهبة في الشرق الأوسط"، إضافة إلى "نووي إيران"، و"تداعيات حرب أوكرانيا" و"تعزيز العلاقات الاستراتيجية "و"توسيع التعاون الاقتصادي والأمني الإقليمي".
وتضمن جدول زيارة الرئيس الأمريكي في يومه الثاني حضوره قمة مشتركة، دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وضمت الرئيس الأمريكي وقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي. حيث أكد الخبراء على أن هذه الزيارة والقمة كانت تأكيداً على أن الرياض هي عاصمة القرار في المنطقة العربية والشرق الأوسط.
وفي حدث لا يقل أهمية في مطلع ديسمبر 2022م، وبناءً على دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله - زار فخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية للمملكة خلال الفترة من 7 إلى 9 ديسمبر 2022م، لعقد قمة (سعودية - صينية)، بمشاركة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظه الله - وعقد (قمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية)، و(قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية)، بمشاركة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية، وهو ما مثل تأكيداً كبيراً على الثقل السياسي الكبير للمملكة العربية السعودية ودورها الحيوي والريادي على مستوى العالم. وقد عد المراقبون هذا الحدث من أبرز أحداث 2022م، لما نتج عنه من اتفاقيات وتقارب ومكتسبات لكل الأطراف ومضامين عميقة على مستوى بناء التحالفات.
بناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود توجه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء في مطلع نوفمبر إلى جمهورية مصر العربية؛ للمشاركة في النسخة الثانية من "قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر" برئاسة سعودية مصرية مشتركة.
وقد أبرز الحدث الثقل الدولي للمبادرات السعودية وربادتها، حيث أعلن صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء عن 3 تعهدات سعودية في القمة الثانية لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر بمدينة شرم الشيخ. وهي استضافة المملكة لمقر الأمانة العامة لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر، والإسهام بـ 2.5 مليار دولار، دعماً لمشروعات المبادرة ولميزانية الأمانة العامة على مدى 10 سنوات قادمة، وأخيراً استهداف صندوق الاستثمارات العامة الوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2050م.
وقد تضمن الحدث لقاءات ولي العهد على هامش القمة مع أبرز القادة والزعماء، وأبرز البيان الرئاسي لقمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر في نسختها الثانية: تثمين جهود السعودية، والتأكيد على أهمية العمل الجماعي المشترك، والتأكيد على أهمية تحقيق الأهداف المناخية والبيئية، والتأكيد على الالتزام بالاتفاقيات الدولية ذات العلاقة.
في منتصف أكتوبر 2022م رأس صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الوفد السعودي في قمة العشرين في إندونيسيا، والتقى سموه الكريم على هامش القمة لولي العهد زعماء ورؤساء وشخصيات عالمية كبيرة.
وقد أبرز الحدث الثقل الكبير للمملكة، كواحدة من أهم دول مجموعة العشرين والدولة العربية الوحيدة العضو في المجموعة (عضوية دائمة) ومشاركتها في هذه القمة تأتي استكمالاً لدورها القيادي والبناء للنجاحات التي حققتها خلال رئاستها أعمال القمة عام 2020م، على الرغم من تزامنها مع الظروف الاستثنائية التي شهدها العالم بسبب جائحة كورونا.
خلال الفترة 16-17 نوفمبر 2022م قام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بجولة آسيوية شملت جمهورية كوريا ومملكة تايلند، والتي عززت من العلاقات بين البلدين وتم خلالها توقيع العديد من الاتفاقيات في مختلف المجالات ورفع مستوى الشراكة الاستراتيجية، خصوصاً في مجال تعميق الشراكة الاقتصادية.
ومن مكتسبات هذه الجولة الهامة جداً كان ترؤس الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في العاصمة التايلاندية بانكوك، وفد بلاده في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (أبيك)، وعلى الرغم من كون المملكة العربية السعودية ليست عضواً في المنتدى إلا أنها كانت مدعوة؛ نظراً لما تتمتع به من ثقل سياسي واقتصادي عالمي، وتقديراً لمكانتها وقيمتها التي يدركها جيداً القائمون على المنتدى، والدول الأعضاء.
في أكتوبر 2022م أكد تقرير دولي تحقيق المملكة سلسلة من الإنجازات الحقيقية على أرض الواقع، تعلي من مكانة الاقتصاد الوطني في منطقة الشرق الأوسط والعالم. ومن أبرز الإنجازات التي حققتها المملكة، ما جاء في تقرير آفق الاقتصاد العالمي، لصندوق النقد الدولي الشهر في (أكتوبر) 2022م، والذي أعلن فيه عن تربع المملكة على عرش دول مجموعة العشرين G20 من حيث معدل النمو خلال عام 2022، وكذلك ما أوردته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في تقريرها السنوي OECD آفاق الاقتصاد العالمي للعام 2022م، وتناول توقعاتها بأن تبلغ نسبة نمو الناتج المحلي لاقتصاد المملكة إلى 9.9% هذا العام؛ كأعلى نسبة نمو بين دول مجموعة العشرين G20 التي تشمل (اقتصاد مجموعة العشرين واقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية).