16مرتكزاً رئيساً في خطاب الملك أمام "الشورى".. مضامين تاريخية لسياسة بمبادئ سامية وأسس ثابتة

موضحاً أبرز الأسس والتطلعات التي ستعمل عليها المملكة لحضورها محلياً ودولياً
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -

جاء خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ السنوي في أعمال السنة الثالثة من الدورة الثامنة لمجلس الشورى، مؤكداً على سياسات مفصلية للدولة داخلياً وخارجياً، وموضحاً أبرز الأسس والتطلعات التي ستعمل عليها المملكة نحو حضورها محلياً ودولياً وكذلك في أولوياتها لبناء الإنسان وتعزيز فرص العيش الكريم لأبنائها ويمكن من خلال الخطاب تحديد أبرز المرتكزات فيه على النحو التالي:

1)- التشريع الإسلامي هو دستور البلاد الثابت حيث أكد الخطاب الملكي على أن دستور المملكة العربية السعودية هو كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، معززاً مبدأ الشورى وفقاً لقوله تعالى {وشاورهم في الأمر} وهما الأساس في سياسات المملكة قولاً وفصلاً وعملاً ونحو تحقيق مستهدفاتها وبرامجها وقراراتها، وستظل متمسكة بهذا المبدأ.

2)- مبادئ ثابتة أسسها المؤسس طيب الله ثراه حيث بين الخطاب الملكي على أن هذه الدولة المباركة أسست منذ ما يزيد على 90عاماً على يد المؤسس حيث أرست ركائز السلم وحققت العدل، وسجل لها التاريخ بفضل الله أعظم وحدة دولة عصرية دستورها كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم أساسها المواطن وعمادها التنمية وهدفها صناعة مستقبل أفضل للمواطن.

3)- الاعتزاز بخدمة الحرمين الشريفين حيث أكد الخطاب الملكي على أن الله عز وجل شرّف المملكة بخدمة الحرمين الشريفين، لذا حرصت منذ تأسيسها على الاضطلاع بواجباتها بكل ما يخدم الإسلام والمسلمين، فقامت بواجبها في خدمة ضيوف الرحمن، ومستمرة في توسعة الأماكن المقدسة مع إطلاق المشاريع الكبرى في ذلك الإطار والاستمرار بإذن الله في رفع مستوى الخدمات المقدمة وفق أعلى المعايير العالمية.

4)- الاستمرارية في تنفيذ رؤية 2030م كأساس مهم أكد الخطاب الملكي الكريم على المضي قدماً في خطط رؤية 2030م في المرحلة الثانية منها. حيث ستستهدف بإذن الله جملة من الأهداف مثل تطوير القطاعات الواعدة والجديدة وتمكين المواطن وإشراك القطاع الخاص بشكل أكبر. ومضاعفة حصة الإنتاج المحلي الإجمالي غير النفطي بثلاثة أضعاف، ودعم إستراتيجية الابتعاث والإستراتيجيات الوطنية الأخرى التي أُعلن عنها.

5)- دعم المشاريع الإبداعية بطابع سعودي أصيل حيث أكد الخطاب على توجه المملكة في تبني المشاريع الإبداعية الفريدة وفقاً لرؤية ولي العهد بطابع سعودي مثل العلا والدرعية ونيوم والقدية مؤكداً أنها وتصنع في مجملها بصمة تاريخية ثقافية اجتماعية، وتسهم في تعزيز وحماية تاريخ التراث السعودي الحضاري، لتنعكس على جودة حياة المواطن.

6)- الإنسان.. محور التنمية وهدفها حيث شدد الخطاب الملكي الكريم على أن النهج التنموي في المملكة يستهدف صنع نهضة شاملة ومستدامة، محورها وهدفها الإنسان. حيث وفرت المملكة الممكنات التي تعزز الكرامة للمواطن وتعمل على تحقيق أقصى المنافع له، وتصون حياته وتحفظ له سبل العيش الكريم، وتهيئة الحماية والرعاية الاجتماعية، ودعم أنظمة التطوير والاستقرار الاجتماعي له.

7)- مواصلة التقدم في تحقيق الريادة العالمية حيث أبدى الخطاب الملكي اعتزازه بالمنجزات المتسارعة وتحقيق مراكز سبّاقة، مثل التقدم العالمي في الصادرات غير النفطية، وأعلى نسبة نمو بين جميع اقتصادات العالم، وصولاً لإطلاق برنامج المملكة لرواد الفضاء عبر رؤية المملكة 2030م، وانتخاب المملكة عضواً في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومجلس (الإيكاو)، ليترجم وما تحظى به من تقدير على المستوى العالمي.

8) الأمن.. بمفهومه الشامل وهو ما أكد الخطاب الملكي الكريم على أن من أهم المستهدفات التي توليها الدولة الاهتمام والمتابعة صون الأمن وتعزيزه بمفهومه الشامل، لتوفير أسباب الطمأنينة والأمان، لينعم به كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة، وتعهد الدولة بالحرص على دعم الخطط والبرامج التي تسهم بإيجاد الحلول للتحديات أمامها.

9)- المرأة السعودية.. اهتمام ورعاية حيث أكد الخطاب الملكي على ما حظيت به المرأة السعودية باهتمام ورعاية لتؤدي دورها في التنمية والبناء والتطوير، من خلال تطوير قدراتها وبلورة دورها في المجالات الاجتماعية والاقتصادية وغيرها، وصولاً إلى تسنم مراكز قيادية ورفيعة في الجهات الحكومية والخاصة والمنظمات الدولية.

10)- ضمان مناعة ركائز الطاقة حيث شدد الخطاب على سعي المملكة نحو ضمان مناعة ركائز عالم الطاقة ودعم استقرار وتوازن أسواق النفط العالمية، ومشيراً إلى أهمية اكتشاف عدد من حقول الغاز الطبيعي في بعض مناطق المملكة بفضل من الله بما يسهم في التنوع الاقتصادي والأثر الماليّ الإيجابي على المدى الطويل بإذن الله.

11)- مواجهة التحديات البيئية والتغير المناخي وهو ما أكده الخطاب من حيث تسارع خطوات المملكة في مواجهة التحديات البيئية وفي مقدمتها التغير المناخي، وتبني حزمة من المبادرات التي ستسهم ـ بمشيئة الله ـ في تقليل الانبعاثات الكربونية وفق رؤية 2030م، ومستشهداً بمبادرات كفاءة الطاقة ومشروع الهيدروجين الأخضر والسعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر.

12)- الفساد.. العدو الأول للتنمية إذ شدد الخطاب الملكي على المضي قدماً في مكافحة الفساد مؤكداً على أن ذلك يتم عبر المستويين المحلي والدولي، إذ لا يمكن مكافحته دون تعاون دولي وثيق، وأن المملكة تعمل على ذلك ضمن الاتفاقية العربية واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، لدرء مخاطره وآثاره المدمرة.

13)- قطاع السياحة.. محرك أساسي حيث أشار الخطاب الملكي على أن المملكة دعمت قطاع السياحة، ودعت الدول المانحة لتمويل الصندوق الدولي المخصص لدعم قطاع السياحة؛ حيث حققت المملكة وفقاً لمؤشر TTDI المركز 33 متقدمة 10 مراكز دفعة واحدة عن العام 2019م.

14)- متانة اقتصاد المملكة هدف رئيس للرؤية حيث أكد الخطاب الملكي على أن الإشادات الدولية بمتانة الاقتصاد السعودي تعكس جانباً من جهود الدولة وإصلاحاتها الاقتصادية من خلال رؤية المملكة 2030 نحو تحسين بيئة الأعمال وتبسيط القواعد التنظيمية، كما تعكس التقديرات الإيجابية لوكالات التصنيف الائتماني عن اقتصاد المملكة، فاعلية الإصلاحات التي اتخذتها الحكومة في إطار برنامج الاستدامة المالية.

15)- نهج سياسي متزن وفاعل حيث بين الخطاب الملكي الكريم أن مكانة المملكة ودورها المحوري على الصعيدين السياسي والاقتصادي وموقعها الإستراتيجي، جعلتها دائماً في قلب العالم، مواكبةً لمستجداته، ومُسهِمةً في مواجهة تحدياته، ومستثمرةً لفرصه ومجالاته؛ بما يحقق مصالحها ومصالح أشقائها وأصدقائها ويخدم الإنسانية جمعاء.

16)- أولوية للقضايا العربية ومواقف ثابتة: حيث أبرز الخطاب الملكي ثبات الموقف السياسي للمملكة الذي يعطي الأولوية للحلول الإنسانية والوقوف مع القضايا العربية مؤكداً ثبات مساندة القضية الفلسطينية، ودعم أولوية الحل السياسي الشامل في اليمن وفق قرارات الأمم المتحدة ومبادرة المملكة، وكذلك أمن العراق واستقراره، ودعم الشعب السوداني الشقيق في الحفاظ على تماسكه واستقرار دولته، وحفظ سيادة سوريا واستقرارها، ومشدداً على وقف إطلاق النار في لبنان لتجاوز أزمته وأن يقف اللبنانيون بحزم لوقف الأنشطة الإرهابية، وتهريب المخدرات، وكذلك تنفيذ القرار الأممي لحفظ استقرار ليبيا، واستمرار المساعدات لأفغانستان لمنع تحولها لمنطلق للعمليات الإرهابية أو مقراً للإرهابيين.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org