تناقلت وسائل عالمية عديدة تعليقًا لدانيال رايش، الأستاذ الزائر في جامعة جورج تاون في قطر حول ما تعيشه السعودية من أحداث ومنجزات قائلاً: "انتقال رونالدو مجرد البداية، سنرى المزيد من النجوم ينتقلون إلى السعودية".
ومشيراً إلى أن هذا الحضور المذهل سيجد من يحاول التقليل منه من خلال إثارة ملفات عديدة.
الأضواء العالمية ستتركز الآن بشكل أكبر على قضايا لإثارة الجدل عن السعودية.
إن ما يحدث في السعودية يأتي في إطار مقاربة تبرز الانفتاح والإصلاحات وليس محاولاً التغطية على أي شيء آخر، السعودية تؤكد على قوتها الناعمة، وقد أرسلت مباراة الخميس (كأس موسم الرياض) رسالة قوية للغاية.. عبر استضافة مباراة مماثلة، هي (تقول) انظروا كيف نتغيّر".
لقد دشنت المملكة العربية السعودية حضورها في مطلع 2023م بجملة من الفعاليات على طريقة "مش حتقدر تغمض عنيك" لتسطع في الواجهة العالمية بالأحداث المذهلة والمتتابعة وفق تسلسل لا يكاد يتوقف عن المنجزات والحضور بشهادات عالمية.
ففي يناير الجاري وحتى كتابة هذا التقرير قدمت السعودية وبالتحديد من خلال الفعاليات المذهلة التي قدمتها سواء من خلال "إبهار" هيئة الترفيه ووزارات الرياضة والسياحة ما لفت أنظار العالم في سياق خطوات جبارة ومتلاحقة تعود في جوهرها لما تحققه رؤية السعودية 2030م من منجزات شبه يومية وهو وصف لا مبالغة فيه على الإطلاق.
السعودية اليوم بالكاد يمر يوم دون مناسبة أو إعلان عن منجز، أو عن فعالية، أو عن استضافة لأبرز الأحداث والملتقيات والمنتديات، وهو تدفق يؤكد أن الرؤية تتحقق مستهدفاتها قبل تواريخها المتوقعة بفضل من الله ثم جهود قيادتها وتفاني وتفاعل شعبها. وفي واقع الأمر هناك سباق محموم بين كل الجهات لتنفيذ مبادراتها، حيث لا مكان للمركز الثاني ربما.
تنساب المنجزات والخدمات وما يقدم من جهود بشكل يصعب من انصاف إبرازه.
هذا التدفق المذهل ربما لم يُصعّب مثلاً مهمة وفد المملكة الاحترافي في دافوس وبالرغم من أهمية كل ما ذكروه فلربما كان بإمكانهم القول، ما رأيكم بمشاهدة ما يحدث بالتزامن!، يمكنكم المشاهدة عبر أبرز قنوات العالم أو من ساحة تايم سكوير في نيويورك أو عبر الفضاء الافتراضي لترى أن السعودية واجهة عالمية ملموسة بالحقائق والمنجز.
هذه المنجزات تؤكد على مقولة سابقة لولي العهد صاحب السمو الملكي رئيس مجلس الوزراء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عندما قال في مقابلة (أتلانتيك): إذا قلت لكم: إنني أرى خط النهاية، فهذا الأمر يعني أنني قائد سيء، فخط النهاية يعد شيئًا بعيدًا، كل ما عليك القيام به هو الركض، والاستمرار بالركض بسرعة أعلى، والمواصلة في خلق المزيد من خطوط النهاية، والاستمرار في الركض."
وهنا يمكن ربط ذلك بما قاله معالي رئيس هيئة الترفيه المستشار في الديوان الملكي تركي آل الشيخ بعد انتهاء مباراة موسم الرياض: "هذه مباراة كبيرة. وهذه نقطة في بحر ما سيحدث في رؤية 2030م، وبكل تأكيد ولي العهد سيفاجئ السعوديين بأشياء أكثر وأكثر وبالتأكيد القادم أفضل وأفضل".
في يناير الجاري استضافت المملكة العربية السعودية أحداثاً رياضية مذهلة قلما يُمكن تنظميها بشكل متتالي في أي دولة. فما بين استضافة الكلاسيكيات الأبرز عالمياً (أسبانيا وإيطاليا) إلى مباراة أسطورية على كأس موسم الرياض وغيرها وأبرزها مثل:
11-15 يناير: كأس السوبر الإسباني في الرياض: كجزء من فعاليات موسم الدرعية (ريال مدريد -برشلونة-فالنسيا-ريال بيتيس).
18 يناير: المباراة النهائية لكأس السوبر الإيطالي في الرياض (بين فريق إي سي ميلان وفريق إنتر ميلان).
19 يناير: كأس موسم الرياض (فريق النصر والهلال × باريس سان جرمان الفرنسي).
من 31 ديسمبر 2022م إلى 15 يناير 2023م: فعاليات رالي داكار العالمي.
25 يناير: كأس السوبر السعودي.
من 26 إلى 28 يناير: بطولة ريتشارد ميل العلا لبولو الصحراء في العلا.
27 و28 يناير: عودة سباقات الفورمولا إي إلى الدرعية.
وبلا شك يُعدّ الاستثمار في الرياضة جزءاً من استراتيجية "رؤية 2030"، وهي خطط نوعية وذكية تتحقق باستمرار تمزح بين الاستثمار والتسويق للبلد. يقول سيمون تشادويك الأستاذ العالمي في مجال الرياضة الأوروبية الآسيوية ومدير مركز الرياضة الأوروبية الآسيوية لـ"آربيان بزنس":
"فيما يتعلق بالمملكة العربية السعودية واستحواذها على نادي نيوكاسل فهذه ليست عملية استحواذ مضاربة، ولا هو شراء بدافع الغرور. هناك شيء أكثر استراتيجية حوله. سيكون هناك تأثير، على سبيل المثال، على تطوير كرة القدم السعودية – يمكنك أن تتخيل مهنيين سعوديين شباب يأتون للتدريب مع نيوكاسل يونايتد، ويكتسبون خبرة في أحد أندية الدوري الإنجليزي الممتاز وبيئة الدوري الإنجليزي الممتاز".
مضيفاً: لكن من وجهة نظري، أظن أن الأمر يتجاوز ذلك، فمن حيث الأصول المدرة للدخل، ما عليك سوى إلقاء نظرة على باريس سان جيرمان. في عام 2011، كان النادي يدر أقل من 100 مليون يورو سنويًا والآن، بعد عشر سنوات، يجلب النادي أكثر من 600 مليون يورو سنويًا".
وأوضح "تشادويك": "يتم عرض الدوري الإنجليزي الممتاز في أكثر من 200 منطقة في جميع أنحاء العالم، وبالتالي فإن 300 مليون جنيه إسترليني للوصول إلى كل هذا الجمهور يعتبر صفقة. نستطيع أن نرى بعض الفوائد السياسية والاقتصادية طويلة الأجل من هذا الاستثمار، وتحديداً من الناحية السياسية، تحاول المملكة العربية السعودية إبراز صورة جديدة ومختلفة وتقدمية وأكثر حداثة، ومن خلال ارتباطها بالدوري الإنجليزي الممتاز، فإنها تمتلك المنصة لتكون قادرة على القيام بذلك".
ختاماً.. وبالتزامن مع كل ذلك يتم استضافة الكثير من الملتقيات والمنتديات والأحداث الدولية. والحفلات المتنوعةـ فيما يتزايد فتح المقرات الإقليمية لأشهر الشركات العالمية يومًا بعد يوم. كما تحصد المملكة الشهادات الدولية لاقتصاد متمكن، وقفزات في الترتيب العالي في مختلف المجالات.