محمد بن زايد.. الجانب الإنساني الرفيع في مواقف ملهمة

عُرف بحبه لكرة القدم والشعر وتداخله مع مواطنيه بشكل عفوي وهكذا يعامل أصدقاءه القدامى
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان

تدخل الإمارات العربية الشقيقة عهداً زاهراً جديداً بتنصيب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيساً ثالثاً في تاريخها المتوّج بالقفزات الحضارية المتفوقة، حيث يمثل رئيسها الجديد واحداً من أبرز رجالات حكامها والعالم، والذي تمرّس في معظم محطات خدمة بلاده حتى وصوله إلى منصب الرئيس بإجماع مطلق.

"رجل الدولة الباحث"، كما يصفه ومنحه معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، البالغ 61 عاماً رسخ من خلال جهود دبلوماسية وسياسية متفوقة دبلوماسية الإمارات المواكبة والحكيمة وإدارتها أصعب الملفات الدولية التي تشكّل تحديات كبيرة أمام أكبر وأقوى دول العالم.

جانب مختلف

إن الجانب الإنساني لرئيس الإمارات الجديدة قد يكون مدهشاً فبرغم جديته وحرصه ففي جانبه الآخر كان متواضعاً وحريصاً على التواصل الفاعل مع كل الأطياف.

يقول تقرير لـ "فرانس 24": الشيخ محمد مشجّع لكرة القدم ويترأس نادياً محلياً في مدينة العين التي يتحدّر منها والده، وهي ثاني أكبر مدينة في إمارة أبو ظبي. كما شُوهد وهو يقود دراجته في العاصمة مرتدياً سروالاً قصيراً ومعتمراً خوذة. كما عُرف عنه حرصه على أداء الصلاة بين المصلين الذين يُفاجأون بوجوده وسطهم دون أي مظاهر للسلطة أو الحراسة، وما أن ينتهي من صلاته يقوم بمصافحة جميع الموجودين بالمسجد.

الخروج عن المألوف

وفي تقرير آخر يشير إلى ما عُرف عنه من شغفه للخروج عن المألوف يروي الأمريكي ريتشارد كلارك: أخبرني مستشارو محمد بن زايد لشهور عن شغفه بالخروج عن المألوف، تراه يقود سيارته البيضاء من طراز "نيسان باترول" ويجوب بها أرجاء أبو ظبي، ثم يظهر فجأة في أحد المطاعم المحلية. وهو من عشاق اللياقة البدنية، فغالباً ما يعقد اجتماعات أثناء المشي لمسافات طويلة، وتراه يدوّن بعض الملاحظات على يده من حين إلى آخر. وهو صارم في التقيد بالمواعيد، ويهتم بالتفاصيل.

ويصف كلارك كيف يقوم الشيخ محمد بن زايد، بالتفاعل مع الحضور ومصافحتهم والضحك بعفوية ومعانقة أصدقائه القدامى"، وكذلك تعامله المؤثر في مجلسه الأسبوعي الذي يلتقي فيه المواطنين على فئاتهم كافة.

نموذج ملهم

محمد بن زايد كسياسي وإنسان قد لا يمكن الإشارة إلى كثير من المنجزات التي قام بها أخيراً -على سبيل المثال- فهو أفضل شخصية دولية في مجال الإغاثة الإنسانية لعام 2021م، إضافة إلى كثير من الإشادات والتقدير الدولي المستحق إلا أنه يمكن أن ننظر لوصف دقيق ساقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إن "النموذج الحقيقي الذي سيبقى يحمل إرث زايد في التسامح ويرسخ الإمارات كنموذج عالمي ملهم للبشرية في هذا المجال هو محمد بن زايد".

محطات ومناصب

وُلد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مدينة العين يوم 11 مارس 1961، وهو الابن الثالث للوالد المؤسّس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الرئيس المؤسّس لدولة الإمارات العربية المتحدة. وقد نشأ تحت رعاية والده ووالدته الشيخة فاطمة بنت مبارك.

الشيخ محمد بن زايد، الذي يورد عنه أنه من عشاق كرة القدم ويحب الشعر والقنص تدرج في المراحل الدراسية الأولى بين مدينتي أبو ظبي والعين، وفي سياق مشواره التعليمي تخرج عام 1979م من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة، حيث تلقى تدريبه هناك على سلاح المدرعات والطيران العمودي والطيران التكتيكي والقوات المظلية.

كما شغل مناصب عدة في القوات المسلحة الإماراتية، من ضابط في الحرس الأميري -قوات النخبة في دولة الإمارات العربية المتحدة- إلى طيار في القوات الجوية، ثم تدرج إلى عدة مناصب عليا حيث تولى منصبَي قائد القوات الجوية والدفاع الجوي، ونائب رئيس أركان القوات المسلحة، وذلك قبل أن يصبح رئيساً لأركان القوات المسلحة في عام 1993، ومن ثم تقلد رتبة الفريق بعد سنة من تاريخه. وفي يناير 2005 تولى منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، كما تم ترفيعه إلى رتبة فريق أول.

أسرار القيادة

كما يصف المحللون السياسيون شغفه بمرافقة والده -غفر الله له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- وأخيه الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان -رحمه الله- وتلقيه الخبرات والتوجيهات، وكذلك حرصه على التطوير المستمر والخلاق.

تلك المحطات شكّلت أيضاً خبرات عميقة لديه وقادته إلى مناصب عليا، وتبنيه بشكل مستمر كثيراً من المبادرات المحلية والدولية سواء على المسار السياسي أو الاقتصادي أو الإنساني، وكذلك منحه اهتماماً كبيراً ليقدم الإمارات وجهة كبرى لرسالة التسامح ومن الشواهد هنا رعايته وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعت في الإمارات في فبراير 2019.

وفي السياق السياسي ومما يستشهد به قيادته حراكاً سياسياً متصلاً للمساهمة في حل أزمات دولية وعربية، حيث عقد 19 قمة مع قادة دول المنطقة في شهرين فقط/ وفقاً لـ"العين الإخبارية".

لقد أدار الشيخ محمد بن زايد بعمق كبير سياسة بلاده الخارجية خلال الفترة الماضية مؤسّساً لشراكات كبيرة وفي المجالات كافة، ونجح في ترسيخ سياسة حكيمة وجريئة واستشرافية لبلاده جعلها تتمتع بمكانة كبيرة بين دول العالم إقليمياً ودولياً ولها صوتها المؤثر في بناء السياسات وكذلك في دعم القضايا العربية والإسلامية.

احتفاء عالمي

وطوال مسيرته الحافلة تم تكريمه بكثيرٍ من الأوسمة والجوائز، مثل: وسام الاستحقاق، الذي منحه له الجنرال نورمان شوارزكوف، قائد القوات الأمريكية وقوات التحالف، في أبريل عام 1991 تقديراً لدوره في حرب تحرير الكويت. ووسام الاستحقاق العسكري من الدرجة الممتازة، الذي منحه له الحسن الثاني، ملك المغرب في أبريل عام 1994. ووسام الاستحقاق الفدرالي، الذي منحه له وزير الخارجية الألماني الدكتور فرانك والتر شتاينماير في أكتوبر عام 2008. ووسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة الذي منحه له خوان كارلوس ملك إسبانيا في مايو عام 2008. ووسام الفارس الكبير برتبة «تون»، الذي منحه إياه الواثق بالله تنكو ميزان زين العابدين ملك ماليزيا في 17 يونيو 2011 الذي يعد أرفع وسام في ماليزيا، ووسام «غوا نغهوا» الذي يقدم إلى أولياء العهود ورؤساء الحكومات، منحه له الرئيس الكوري لي ميونج باك في 21 نوفمبر 2012. ووسام الاستحقاق الوطني الذي منحه له الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند في 15 يناير 2013م.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org