أدى ضعف حصاد القمح والقلق بشأن محصول الشتاء إلى دفع أسعار الحبوب إلى أعلى مستويات لم تشهدها منذ سنوات 13 عامًا، ما يشير إلى مزيدٍ من تضخم الأسعار في المواد الغذاء في المستقبل.
ويُسهم في زيادة أسعار القمح ارتفاع الطلب العالمي القوي وخطوط الإمداد المتعثرة وارتفاع تكاليف المدخلات الزراعية، مثل الأسمدة والوقود.
وصلت أسعار العقود الآجلة للقمح الربيعي الأحمر الصلب، وهو النوع الأكثر استخدامًا في المخابز ومحال البيتزا، هذا الأسبوع إلى أعلى سعر لها في بورصة "مينيابوليس" للحبوب منذ موسم الزراعة عام 2008، حيث وصل إلى 10.17 دولارات للبوشل (البوشل وحدة قياس للقمح تساوي 27 كلجم)، ويكلف القمح الربيعي ما يقارب من ضعف ما كان عليه في الخريفين الماضيين.
كما ارتفعت أسعار أصناف الشتاء الأقل جودة، حيث ارتفع القمح الشتوي الناعم الأحمر المسعر في شيكاغو، ويستخدم لإطعام الحيوانات، وفي الأطعمة المصنعة بنسبة 28% عن العام الماضي كما ارتفع المؤشر القياسي فوق 8 دولارات للبوشل إلى أعلى مستوى له منذ أواخر عام 2012.
وقد أضاف القمح الشتوي الأحمر الصلب، المعروف باسم قمح مدينة كانساس ويستخدم للدقيق، أكثر من 40% منذ نوفمبر الماضي إلى أعلى مستوى في ست سنوات، كما سجلت أسعار القمح في باريس رقمًا قياسيًا هذا الأسبوع.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن كارستن فريتش، محلل السلع، أن الكثير من الدول تستورد القمح بكميات كبيرة، ومنها المملكة العربية السعودية ومصر واليابان، فيما تنخفض المخزونات بين المصدرين، ولاسيما الولايات المتحدة وكندا وروسيا.
وقالت وزارة الزراعة الأمريكية إن مخزونات القمح المحلية انخفضت بنسبة 18% عن العام الماضي، وعند أدنى مستوى لها منذ عام 2007، وانخفضت كذلك المخزونات في المزارع الكبيرة إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من 50 عامًا، مما يعني أن الكثير من محصول هذا العام تم بالفعل تم تسليمها إلى السوق.