طالب الصحافي والكاتب المحرر بشؤون الشرق الأوسط بصحيفة "لو فيغارو" جورج مالبرونو بضرورة تغيير الأفكار لدى الصحفيين عند رغبتهم بكتابة أي تقرير عن أي دولة، وأشار إلى أن الصحافة أداة تمكين للحوار بين الأديان والثقافات، كما طالب الدول بفتح أبوابها للصحفيين؛ لأخذ صورة أفضل عنها، وعلى الصحفي أن يدرك أن هناك اختلاف بالثقافات بين الدول.
وخلال جلسة بعنوان "استخدام الصحافة في بناء جسور التواصل"، أذهل مالبرونو -الذي يمتلك معرفة عميقة بالمنطقة، وألف عدة كتب منها "أوراق قطر"، "حراسة بن لادن: حياتي في القاعدة"- من ردود فعل بعض السياح عند زيارتهم للمرة الأولى للسعودية، ومن تعجبهم من أن السعوديين يرتدون الثوب والنساء يرتدين العباءة، لكن عندما تعرفوا عن قرب على عادات وتقاليد السعودية أدركوا وقدروا هذا الأمر.
كما تفاجأ مالبرونو من الخطأ الذي يرتكبه البعض ورغبتهم في فرض عاداتهم على الآخرين دون احترام أن لكل دولة عادات يجب احترامها. وذكر أن الصحافة تواجه ثورة، فالصحف الورقية بدأت تنتهي، والشباب لم يعد يحبذ القراءة، واتجه إلى الاهتمام إما للمواقع الإلكترونية أو مواقع التواصل الاجتماعي لأخذ المعلومة. موضحاً أن الإعلانات لم تعد موجودة كما كانت في السابق بالصحف، مبيناً أن تكلفة الصحف لتغطية الحدث أصبحت باهظة نوعاً ما.
وانتقد بعض الشباب الصحفيين الذين لا يمتلكون خبرة عند كتابتهم أي تقرير صحفي عن الدول الخليجية، واعتمادهم فقط على المعلومات القليلة التي يمتلكونها، وأحياناً ما تكون مغلوطة أو غير مناسبة، مشدداً على أهمية دور الصحفيين بالبحث والتحري قبل الكتابة.
ويرى "مالبرونو" كصحافي أن الانتقاد لا يسبب له مشكلة، لكنه يحاول عند الكتابة التحري والبحث وأخذ المعلومة الصحيحة، ويعتقد أن النقد يجب أن يكون بنّاءً، منوهاً بالتغيرات التي تشهدها المملكة ووصفها بالإيجابية، كما أثنى على منطقة العلا، ووصفها بأنها مميزة، وتوقع أن السياح في الفترة القادمة سيتوجهون لها؛ لأنها منطقة تستحق الزيارة.
وأكد "مالبرونو" أهمية التعاون بين الصحفيين وإبعاد الخوف عنهم للكتابة بأريحية دون قيود، مبيناً أن هنالك صحفيين فرنسيين ينتقدون الإسلام وهم لا يمتلكون معلومة صحيحة عنه، لذا يجب أن يكون هنالك تعاون لأخذ المعلومات الصحيحة.
وكشف أن الزيارات المتكررة للدول تتيح للصحفي التعرف أكثر عليها، وتحدث عن تجربته الشخصية، وكيف أنها تغيرت حيث كانت لديه أفكار خاطئة عن السعودية والعراق، لكنها تبدلت نهائياً بعد زيارته لهما، متوقعاً أن من سيأتي للسعودية الآن ومع فتح أبواب السياحة سيغير نظرته كما حدث معه عندما زار السعودية للمرة الأولى.