خطيب المسجد الحرام للآباء: عوّدوا بناتكم الستر والحشمة منذ الصغر

قال: كم من صالحة أنشأت جيلاً عظيماً وكم من منحرفة أفسدت أمة
خطيب المسجد الحرام للآباء: عوّدوا بناتكم الستر والحشمة منذ الصغر
تم النشر في

دعا إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن محمد آل طالب، الآباء إلى تعويد بناتهم على الستر والحشمة والعفاف منذ الصغر.

وقال: واجب حُسن تربية البنات يتأكد إذا عصفت الفتن وكثُرت صيحات التشرد النفسي والتفلت الأخلاقي.

وأضاف: تربية الفتاة على الحياء يدفع بها إلى المكرمات، والحياء لا يأتي إلا بخير.

وأردف: مسؤوليتكم أيها الآباء عظيمة نحو بناتكم؛ فهن أمانة بين أيديكم؛ فكم من صالحة أنشأت جيلاً عظيماً كان نِتَاج تربية صالحة، وكم من منحرفة أفسدت أمة بأسرها كانت نتاجاً لإهمال التربية والمتابعة.

وتابع: القواعد الشرعية تقتضي أن أمر الفتاة بالحجاب يكون إذا بلغت المحيض، وهكذا سائر الأوامر الشرعية والمناهي والتكاليف؛ لكن بالتدرج معها قبل بلوغها لتسهل عليها التكاليف وتهون عليها الطاعات عند البلوغ، ومَن صدق مع الله في أداء الأمانة أعانه الله وحقق مقصوده وأقر عينه بصلاح ذريته.

وقال "آل طالب": تربية البنات شرف للمسلم وأسوة بالنبي صلى الله عليه وسلم، إذا كان أباً لأربع بنات فأدبهن وأحسن تربيتهن، وقد ورد في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم تأكيد على حق البنات على آبائهن أو من يقوم على تربيتهن؛ لما فيهن من الضعف عن القيام بمصالح أنفسهن.

وأضاف: الأنثى جُبِلت على الرقة والضعف، ولا تناسبها الشدة والغلظة، والعاطفة تغلب على الأنثى؛ حيث تبحث عن الأمان، وأول ما تنشده هو العاطفة والأمان لدى أبيها وأمها؛ فلا بد من توفير ذلك لها، وإلا تَطَلّبت ذلك خارج البيت؛ فيخادعها الذئاب، وتتلقفها الألسن الكاذبة والأيدي المجرمة؛ فترفقوا ببناتكم وأحيطوهن برعايتكم وأحسنوا إليهن.

وأردف: حينما ترى مشاهد المنحرفين والمتمردين على الآداب والقيم والشاردين على الصواب؛ فإنك تتساءل: من ربّى هؤلاء؟ من المسؤول عن إنتاج هذا الجيل؟ إنها التربية القاصرة بل قل إهمال التربية.

وتابع: لا بد من وقفة جادة مع أنفسنا وأولادنا من البنين والبنات، وتجب مقاومة الشرور التي تستهدف الجيل وتكتسح القيم، وإن التربية الصالحة هي التي ترسّخ لدى المتلقي هويته الإسلامية وانتماءه الصحيح وتحفظه أمام التحديات الفكرية بأن يكون أكثر وعياً ومقاومة للانحرافات التي تشكك في الثوابت الدينية.

وقال "آل طالب": أول الطريق لصلاح الأولاد هو دوام اللجوء إلى الله بالدعاء لهم، ثم ربطهم بالقدوات الصالحة من الصحابة والسلف الكرام، واختيار الرفقة الصالحة لهم من الأصحاب والكتب ومواقع التواصل والأجهزة الحديثة؛ فشأنها شأن الجليس إما أنها جليس صالح أو جليس سوء؛ فلا بد من العناية بها والغفلة عنها.

وأضاف: يجب عزل الأطفال عن القدوات الفاسدة ومتابعتهم والسؤال عنهم، وكم يشكو المعلمون من طلاب لا يعرف عنهم أولياؤهم شيئاً، ويلقون بتبعة التربية كلها على المدرسة والمعلمين.

وأردف: البيت أول مسؤول عن الضلالات الفكرية والانحرافات السلوكية، وعلى المربين أن يربوا الصغار على الخير بالتعليم والتفهيم والتذكير؛ حتى ينمو الوازع الديني الذي يحجزهم عن كل شر ومكروه ويحثهم على فعل الخيرات.

وتابع: خير البقاع المساجد، وحِلَق تعليم القرآن الكريم هي أحسن الحواضن؛ فعودوهم على الصلاة والمحافظة عليها، وطهّروا بيوتكم من المنكرات.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org