بإعلان النيابة العامة، اليوم، انتهاء تحقيقات مقتل المواطن جمال خاشقجي بعد توجيه الاتهام في القضية إلى 11 شخصاً، وإقامة الدعوى الجزائية بحقهم، حتى قضت "جزائية الرياض" بقتل خمسة أشخاص قصاصاً، وهم المباشرون في قتل المجني عليه، وسجن ثلاثة من المدعى عليهم؛ لتسترهم، بأحكام مجملها 24 عاماً، وردت المحكمة طلب المدعي العام بحق ثلاثة آخرين لعدم إدانتهم، ثبت للعالم أجمع أن السعودية لا تتوانى في إقامة العدل وتنفيذ شرع الله بحق المتورطين سواءً من باشروا قتل جمال خاشقجي أو المتسترون بعد مداولات للقضية، وعقد عدة جلسات؛ لبحث ظروفها، واستجواب المتهمين، وجمع الأدلة الكافية لإدانتهم.
وجاء إعلان اليوم ليميط اللثام عن المتورطين بشكلٍ مباشرٍ، وما مرت به القضية من منعطفات ومحطات بـ9 جلسات، وفي الجلسة العاشرة قال القضاء كلمته بالاقتصاص من المتورطين.
وأعلنت السعودية منذ بداية القضية أنها ستحاكم المتورطين، وأصدرت النيابة بياناً سابقاً فنّدت فيه التهم، وأشارت بالاتهام إلى 11 شخصاً رئيساً حتى خلصت التحقيقات بإدانة 8 متهمين 5 منهم صدرت بحقهم أحكام الإعدام، ولم تتوقف جهود النيابة بالتحقيق، وفقاً لما بين يديها من أدلة، فقد بعثت 13 إنابة قضائية للجانب التركي، وهي التي وقّعت معها في بادئ الأمر آلية تعاون للوصول لنتائج ملموسة، لكن الأتراك لم يردّوا إلا على إنابة واحدة، مما يشي بعدم جديتهم في التعاون، ومحاولة تسييس القضية، وعدم إغلاق ملفها، والسعي وراء تدويلها لأغراض التكسب السياسي والزج باسم سعود القحطاني وأحمد عسيري اللذين أثبتت التحقيقات عدم تورطهما، لكن الإعلام المدفوع مارس أبشع سبل التدليس، وأطلق الشائعات لتحريف مسار التحقيقات، والتشويش على القيادة السعودية، وتحجيم دورها بالمنطقة، فقضية "جمال خاشقجي" ألبست ثوب الإنسانية، وأصبحت سلعة للتربح من البعض، والتلويح بها بين حينٍ وآخر حتى جاءت كلمة الفصل.
ولا تستعر نيران هذا الإعلام "الموجه" إلا بما يتصل بالشؤون السعودية تشكيكاً بالمؤسسة القضائية السعودية، وقدحاً بالتحقيقات، وتكهنات تجاوزت حدود الخيال، محاولاً الانقضاض على المملكة، بالرغم من أنها استنكرت الجريمة بعدما علمت بوقوعها، ووصفها ولي العهد وهو رأس السلطة السياسية بـ"الجريمة البشعة المؤلمة"، وأكد غير مرة أنه لا أحد فوق القانون، وهذه التأكيدات سواءً فيما يتعلق بملفات الفساد أو على صعيد جريمة القنصلية السعودية التي راح ضحيتها المواطن جمال خاشقجي.
وقد ذكر ولي العهد في لقائه الأخير مع قناة "سي بي إس" أنه يتحمل الجريمة كاملة؛ لكونه قائداً في السعودية، خصوصاً أن المدانين موظفون سعوديون، وذكر لبرنامج "60 دقيقة": "لا يمكنك أن تتصوري الألم الذي نعاني منه جرّاء هذه الجريمة"، الأمر الذي ظهر من بداية التحقيقات حتى صدرت الأحكام الابتدائية اليوم.