تزخر المدينة المنورة بالعديد من المعالم التاريخية المرتبطة ارتباطًا مباشرًا بمراحل السيرة النبوية, يأتي في مقدمة هذه المعالم الحجرات النبوية الشريفة, والتي ظلت منها حجرة السيدة عائشة شاهدة حتى اليوم على المقام النبوي الشريف داخل المسجد النبوي.
وفي الحلقة السابعة من زاوية "سبق" التي تطلق فيها معالم المدينة المنورة، تتناول "سبق" الحجرات النبوية.
يقول المدير التنفيذي لمتحف دار المدينة المنورة، المهندس حسان طاهر: الحجرات النبوية هي بيت النبوة بالكامل والمكون من ثماني حجرات خاصات بزوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وأمهات المؤمنين رضي الله عنهن، لكل زوجة منهن حجرة خاصة بها.
وأضاف المهندس حسان، أن النبي صلى الله عليه وسلم بنى الحجرات حسب دخوله بهن، حيث إنه كان يعد بيتًا لكل زوجة قادمة عنده بالترتيب حسب قدومهن وهن:
1- السيدة سودة بنت زمعة
2- السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق
3- السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب
4- السيدة زينب بنت خزيمة
5- السيدة رملة بنت أبي سفيان
6- السيدة هند بنت أمية
7- السيدة زينب بنت جحش
8- السيدة جويرية بنت الحارث
9- السيدة صفية بنت حيي بن أخطب
وأضاف "طاهر" أن البيوت كانت من الطين واللبن وجريد النخل وهو بناء طابعه التواضع, وجميع البيوت كانت في الجهة الشرقية من المسجد النبوي الشريف كما أجمع المؤرخون وأهل السير, مساحة كل منها لا تزيد على أربعة أمتار ونصف المتر طولاً وأربعة أمتار عرضًا, وبارتفاع نحو مترين ونصف المتر تقريبًا.
وبيّن "طاهر" أن الحجرات ظلت على بنائها حتى عهد الوليد بن عبد الملك, حيث قام بتوسعة المسجد النبوي وضم جميع الحجرات داخل المسجد, والمحافظة على حجرة السيدة عائشة والتي تضم قبر النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
وأكد "طاهر" أن المسلمين اهتموا بالحجرة النبوية واعتنوا بها عناية بالغة, فكان قد أعاد ترميمها ترميمًا كاملاً لأول مرة عمر بن عبد العزيز عندما كان واليًا للمدينة بعد أن سقطت أجزاء من جدرانها, ثم بنى حولها بعد ذلك جدارًا مخمسًا لحمايتها, ثم توالت الاهتمامات حول تحسين وحماية الحجرة النبوية الشريفة على مر التاريخ الإسلامي حتى اليوم, حيث تحظى بعناية بالغة من قِبل خادم الحرمين الشريفين وحكومة المملكة العربية السعودية أيدها الله في الاهتمام بكل ما يتعلق بالحجرة من خدمات وأعمال وتفاصيل دقيقة تسهل على الزائرين وقاصدي المسجد النبوي من زيارتها وتمنحهم الطمأنينة والهدوء داخل المسجد النبوي.
وقال طاهر: قد تشرفت الحجرة النبوية الشريفة بفضائل كثيرة يأتي في مقدمتها أنها ضمت بين جنباتها قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه؛ ما يجعل المسلمين يهوون إليها من كل حدب وصوب للصلاة والسلام على خاتم الأنبياء, ومن فضائلها إن كانت حدًا شرعيًا وواضحًا من حدود الروضة الشريفة داخل المسجد النبوي والتي حدها النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة".
وبيّن المهندس حسان أن الحجرة النبوية الشريفة تقع في الجزء الجنوبي الغربي من المسجد النبوي, ويطيب لزائرها اليوم ألا يحمل هم الزيارة فقد تم تخصيص مسار خاص ومباشر للزائرين بما يحمي المصلين ويجنبهم التدافع والازدحام، وذلك على مدار الساعة واليوم طيلة أيام الأسبوع، بعد التوجيهات الأخيرة بإعادة الإمام إلى محراب النبوة وإمامته للمصلين من وسط المحراب النبوي.