
يرى الكاتب والمحلل السياسي مشاري الذايدي أن توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يُعد خطوة كبيرة نحو إنهاء الحرب الحالية، لكنه يوضح في الوقت ذاته أنه ليس حلاً جذرياً للأزمة.
ويؤكد أن الحل الدائم يكمن في تحقيق اعتراف متبادل حقيقي بين فلسطين وإسرائيل يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، مشيراً إلى الدور المحوري الذي تلعبه المملكة العربية السعودية وفرنسا في دعم هذا المسار السياسي على المستوى الدولي.
وفي مقاله بعنوان "يومٌ عظيم ولكن..." بصحيفة "الشرق الأوسط"، وصف الذايدي يوم التوقيع بأنه "يوم كبير في تاريخ الحرب والسلام" في المنطقة، مشيراً إلى أن الأحداث امتدت من الكنيست الإسرائيلي إلى قمة السلام في شرم الشيخ.
وأبرز الكاتب الدور اللافت للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مقارناً خطابه في الكنيست بخطاب الرئيس المصري الراحل أنور السادات التاريخي.
وأشار الذايدي إلى أن ترامب قدّم في كلمته رؤية متفائلة حين قال إن "اليوم سكتت البنادق، ومستقبل الشرق الأوسط سيصبح مشرقاً"، واصفاً ذلك بأنه "فجر تاريخي لشرق أوسط جديد"، كما أشاد بدور الدول العربية والإسلامية، وخاصة مصر وقطر وتركيا، في الضغط على حركة "حماس" لدفع هذا المسار السياسي الجديد.
لكن الكاتب يستدرك قائلاً إن المسار الأعمق والأطول مدى يتمثل في بناء وضع سياسي جديد للقضية الفلسطينية، يقوم على تأسيس دولة تملك مقومات البقاء للشعب الفلسطيني، وهو مسار تقوده السعودية وفرنسا دولياً وكسب اعترافاً واسعاً من عدد كبير من الدول.
ويختم الذايدي مقاله بالتأكيد على أن ما جرى هو "إنهاء للحرب الحالية، وهو إنجاز كبير، لكنه لا يمثل نهاية المطاف"، مضيفاً أن "الشفاء الحقيقي من هذا الصراع لن يتحقق إلا من خلال اعتراف متبادل وصادق بين فلسطين وإسرائيل"، محذراً من أن غياب هذا الاعتراف سيبقي خطر العنف قائماً.