تعليقًا على تحقيق السعودية للمرتبة الأولى على مستوى العالم في مؤشر ثقة الشعوب في أداء الحكومات؛ يؤكد الكاتب الصحفي "د. علي آل شرمة" أن هذه النتيجة الباهرة لم تكن مفاجئة، راصدًا عشرة أسباب جعلت السعوديين يثقون بحكومتهم، ويأتي على رأس هذه الأسباب نعمة القيادة الرشيدة التي أكرم الله سبحانه وتعالى بها هذا الشعب، وهي النعمة التي تفوق في قيمتها بقية النعم المادية والاقتصادية؛ لأنه لا معنى لأي ثروات طبيعية ما لم تكن هناك قيادة ملهمة، تمتلك الرغبة في تسخيرها لمصلحة مواطنيها ورفعة شأنهم.
وفي مقاله "لهذه الأسباب.. يثق السعوديون بحكومتهم" في صحيفة "المدينة"، يقول "آل شرمة": "تناولت وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية خلال الفترة الماضية خبرًا عن تحقيق السعودية للمرتبة الأولى على مستوى العالم في مؤشر ثقة الشعوب في أداء الحكومات.. وكشف تقرير مؤشر الثقة السنوي 2024 الخاص بشركة "إيدلمان" العالمية الرائدة في مجال الاستشارات والعلاقات العامة؛ أن غالبية المواطنين السعوديين يثقون تمامًا في حكومة بلادهم، وأنهم مقتنعون بأنها تفعل كل ما بوسعها لاتخاذ القرارات اللازمة لتحقيق التطلعات والمستهدفات الوطنية".
ويعلق "آل شرمة" قائلًا: "هذه النتيجة الباهرة لم تكن مفاجئة؛ لأن جميع المتابعين يعلمون حجم الجهود التي تبذلها القيادة الرشيدة من أجل تحسين الواقع المعيشي لشعبها، وما تقوم به لأجل ترقية واقعه، وضمان مستقبل أفضل لأجياله المقبلة، ومقدار الطموح الذي تتحلّى به المشروعات الجديدة التي يجري تنفيذها في الوقت الحالي، وهي مشروعات استثنائية وغير مسبوقة في تاريخ المملكة، ولا شك أنها ستنعكس إيجابًا على حياة المواطنين".
ثم يرصد "آل شرمة" عشرة أسباب جعلت السعوديين أكثرَ الشعوب ثقة بحكومتهم، ويقول: "ولم تقتصر الجهود على مجرد المشاريع الاقتصادية التي يجري تنفيذها على قدم وساق، وبدقة شديدة والتزام في التواريخ المعلنة؛ فالحكومة السعودية تمتاز بأنها تنسجم مع تطلعات الشعب، وتتحسس رغباته، وتسعى بكل السبل الممكنة لتحقيقها وإنزالها على أرض الواقع، وهذا هو السر في هذا التلاحم الكبير الذي تمتاز به العلاقة بين القيادة والشعب.
ولا تتردد القيادة الكريمة على أعلى مستوياتها في معاقبة كل مسؤول، مهما كان منصبه، إذا تقاعس عن الاستماع لرغبات مواطنيه، أو لم يُظهر الاهتمام الكافي بها؛ لذلك فإن توجيهاتها تتركز دائمًا على فتح أبواب المسؤولين أمام المواطنين في كل الأوقات، والاستماع إليهم والتجاوب مع رغباتهم وطلباتهم، ما دامت في إطار الأنظمة والقوانين.
كذلك فإن التوجه العام في المملكة لتحديث كافة جوانب الحياة يجد تأييدًا منقطع النظير وسط المواطنين؛ فهناك مساعٍ حثيثة للتوسع في وسائل التقنية الحديثة ومخرجات الذكاء الاصطناعي بما يُحقِّق رفاهية الشعب وتطوير حياته وتسهيلها.
وذلك إضافةً إلى التأييد الواسع الذي تحظى به الحملة الوطنية المباركة لمحاربة الفساد المالي والإداري التي تستهدف استعادة الحقوق، وإرساء مفاهيم الشفافية والمحاسبة والنزاهة، وتحقيق العدالة.
ومما يميّز هذه الجهود أن مصطلح "الفساد" لم يعد مقصورًا فقط على الرشوة والاختلاس والسرقة، بل يتّسع هذا المفهوم ليشمل التقصير والتهاون؛ فكل مسؤول يتقاعس عن أداء دوره بالصورة المطلوبة يضع نفسه في دائرة المحاسبة ويخضع للعقاب. ولا أدلّ على ذلك مما شهدته محافظة شرورة خلال الفترة الماضية إبان حادثة انقطاع الكهرباء؛ فبمجرد حدوث التقصير وتضرر المواطنين؛ صدرت التعليمات الواضحة من جهات الاختصاص بفتح تحقيق عاجل وتحديد المقصرين واتخاذ اللازم".
ويشير "آل شرمة" إلى واقعة شركة الكهرباء كنموذج للأداء الحكومي، ويقول: "رغم أن شركة الكهرباء قامت بجبر الضرر من خلال تعويض المتضررين، إلا أن نتائج التحقيق كانت واضحة في تحديد الجهات المتسببة في الأزمة، وعلى الفور تم تحديد مقدار التقصير، وصدرت الأوامر الفورية بإعفاء أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في الشركة، وثلاثة من المديرين من مناصبهم القيادية؛ بسبب ما حصل منهم من تقصير وإهمال في أداء التزاماتهم المتعلقة بالأعمال الموكلة لهم".
ويضيف الكاتب: "مما يلفت النظر بشدة ويثير الإعجاب: أن الحكومة السعودية على أعلى مستويات القيادة السياسية تتفاعل بشدة مع أي تقصير يحدث لأي مواطن، وتولي ذلك غاية اهتمامها وعنايتها، وقد شهدنا ذلك في حالات كثيرة ومتكررة؛ حيث تصدر التعليمات الفورية بالوقوف على أسباب التقصير وتحديد المسؤولين بشفافية تامة ولغة واضحة وبدون أي مجاملات؛ مما يؤكد أن مصلحة المواطن تجد الأولوية في تقدير الدولة ولا يعلى عليها".
وينهي "آل شرمة" قائلًا: "كما ذكرت في مرات كثيرة سابقة، فإن نعمة القيادة الرشيدة التي أكرم الله سبحانه وتعالى بها هذا الشعب؛ تفوق في قيمتها بقية النعم المادية والاقتصادية؛ لأنه لا معنى لأي ثروات طبيعية ما لم تكن هناك قيادة ملهمة تمتلك الرغبة في تسخيرها لمصلحة مواطنيها ورفعة شأنهم، وهو ما نحظى به بفضل الله تعالى، وهو ما يستلزم من هذا الشعب النبيل التجاوب مع ذلك الاهتمام بمضاعفة البذل والعطاء، وتجديد معاني الولاء والانتماء".