اختارت مجلة التايم الأمريكية مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) من بين أعظم 100 مكان في العالم، يجب زيارتها وتجربتها، وذلك في قائمة جديدة، تصدرها للمرة الأولى للأماكن الأعظم.
وعلى غرار قائمتها المرموقة للمئة شخصية الأكثر تأثيرًا عالميًّا، استحدثت "التايم" قائمة جديدة سنوية لأعظم الأماكن في العالم، وأكثرها جذبًا، واختارت الصرح الثقافي السعودي "إثراء" ليكون من بين تلك الأماكن التي تنوعت بين صروح ثقافية ومكتبات ومتاحف وحدائق ومنتجعات وجسور مدهشة.. إلخ.
كيف تم الاختيار؟
تختار "التايم" عبر شبكة محررين ومراسلين حول العالم، يرسلون الأماكن المرشحة عبر مجموعة متنوعة من الفئات، مثل المتاحف والمتنزهات والمطاعم والفنادق والمنتجعات، إضافة إلى ترشيحات العشرات من خبراء الصناعة، ثم يتم تقييم كل ترشيح على أساس مجموعة من العوامل الرئيسية، بما في ذلك الجودة والأصالة والابتكار والاستدامة، وكذلك التأثير. والنتيجة هي قائمة متنوعة، تعكس التنوع العالمي، بحسب وصف المجلة الأمريكية.
وضمت القائمة 100 مكان بارز من 6 قارات و48 دولة، منها حديقة مائية في تكساس تمكِّن الأطفال ذوي الإعاقة، وكذلك منتجع في المالديف، بُني تحت الماء، وصولاً إلى مكتبة تيانجين العامة بالصين المدهشة في تصاميمها.
وكانت السعودية حاضرة بينهم بصرحها الضخم "إثراء"، الذي قالت عنه التايم إنه يرتفع بأشكاله المدهشة 295 قدمًا في الصحراء، وهو محور ثقافي، يعكس حجم التغيرات التي تعيشها السعودية، بحسب وصف المجلة.
وإضافة إلى "إثراء" كان من نصيب الشرق الأوسط 4 مواقع أخرى، هي متحف اللوفر في أبو ظبي، وعالم وارنر في أبو ظبي، وجامع القرويين في المغرب، وفندق ماريوت مينا هاوس في مصر الذي يتمتع بإطلالة على الهرم الأكبر بالجيزة.
قصة إنشاء المركز
يعد مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، الذي دُشن بتشريف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله - في ديسمبر عام 2016م، صرحًا للتواصل الثقافي والحضاري مع العالم تماشيًا مع رؤية السعودية 2030 في التحول لمجتمع المعرفة.
أنشأته شركة أرامكو السعودية بمبادرة مؤسسية، تكمن قيمتها الفعلية في برامج ومبادرات المركز التي تستهدف جميع شرائح المجتمع، وباعتباره منبرًا إبداعيًّا وثقافيًّا، يهدف إلى إلهام رواده من السعودية وأنحاء العالم في مجالات الإبداع والمعرفة والابتكار من خلال برامج ومبادرات محفزة على المشاركة والتعاون؛ وذلك تماشيًا مع رؤية السعودية 2030.
وقد تم تشييده في الموقع نفسه الذي تفجَّر فيه أول ينبوع للنفط في السعودية، وهو تحفة معمارية على شكل مجموعة من الحجارة المتراصة، وتم تصميمه في عملية معقدة ودقيقة، تشمل أساليب إبداعية في البناء وتقنيات الإنشاء، من تصميم شركة المعمار النرويجية الشهيرة "سنوهيتا". وبدأ العمل الإنشائي في منتصف 2010م. ويلبي المبنى المعايير البيئية الذهبية لشهادة LEED ، وهي الريادة في الطاقة والتصميم البيئي.
مرافقه وأهدافه
تشتمل مرافق المركز على مجموعة من المرافق القيمة، منها:
1- قاعة كبرى للفعاليات بمساحة تقدر بـ 1600 متر مربع مخصصة للفعاليات الفنية والثقافية المهمة.
2- متحف برؤية بانورامية لإعادة اكتشاف الثقافة السعودية في رحلة تاريخية عبر ٤ معارض فنية، يركز كل منها على نطاق معين من التعبير والفهم الثقافي، ينطلق فيها الزائر بدءًا من الفن السعودي المعاصر، ثم الهوية والتراث السعودي، مرورًا بالفن والحضارة الإسلامية، وانتهاء بالتاريخ الطبيعي لشبه الجزيرة العربية.
3- صالة سينما تهتم بالعروض الإبداعية والثقافية، وتحتضن مبادرات لتطوير المواهب الوطنية، وهي الراعي الأساسي لمهرجان الأفلام السعودية.
4- مسرح أوبرالي متكامل وفق أحدث المواصفات، يتسع لنحو 1000 شخص، وشهد استضافة أول عرض للأوركسترا الروسية في السعودية في يونيو الماضي.
5- مكتبة عصرية ذات تصميم غير مسبوق، تضم أكثر من نصف مليون مادة.
6- متحف للطفل يقدم برامج تجمع بين المتعة والتعليم، هو الأول من نوعه في السعودية.
7- برج للمعرفة، يستوعب 2000 ورشة عمل سنوية في جميع مجالات المعرفة من فنون وعلوم وتقنية وهندسة ورياضيات وبناء المهارات للأفراد؛ لتلبية شغف المواهب الوطنية، وتمكينها، وإبراز تقدُّم السعودية على المستوى العالمي.
ويحرص المركز على الإسهام في بناء المستقبل من خلال إثراء المجتمع السعودي بمصدر معرفي هائل، ودعم الأفراد في مجالات الفنون والعلوم والابتكار؛ كي يصبحوا روادًّا للمملكة في مسيرة التحول إلى الاقتصاد المعرفي. كما يشكل وجهة رائدة لاستقطاب الزوار، ويقوم بتقديم تجارب واسعة للزائر من خلال عروض محلية، تعد منصة للإبداع، تُجمع فيها المواهب للتعلم ومشاركة الأفكار.
ويأتي هذا فضلاً عن مبادراته التي قدمها حول السعودية وخارجها، وتعد أبرزها مسابقة القراءة الوطنية (اقرأ) التي ستحتفل بنسختها الخامسة هذه السنة، ومبادرة جسور Bridges للتعريف بالمواهب السعودية خارج السعودية، إضافة لمبادرته في الحد الجنوبي.
وبالنسبة للزوار من خارج السعودية يوفر إثراء إطلالة فريدة ونوعية للثقافة السعودية المعاصرة والتطلعات المستقبلية، وفي الوقت نفسه يقدِّم من خلال معروضاته وبرامجه ومحتوياته الإرث الحضاري العريق والقيم الأصيلة للمملكة والعالم الإسلامي، وكذلك التنوع الطبيعي والبيئي والاجتماعي الثري في السعودية. كما عقد المركز خلال مسيرته شراكات مع عدد من المؤسسات الرائدة عالميًّا، مثل: معهد سميثسونيان الأمريكي، ومؤسسة ناشيونال جيوغرافيك، ومركز بومبيدو الفرنسي، ومعهد العالم العربي في باريس.
ويسعى المركز إلى تحسين الحياة الثقافية في المجتمع، والجمع بين المعرفة والإبداع؛ ليصبح وجهة ثقافية متعددة الأبعاد، تهدف إلى إلهام وتحفيز روادها في مختلف المجالات؛ إذ إن أقسام البرامج تم تصميمها لتحفيز حب الاستطلاع، وتوفير الفرص، ورعاية المواهب؛ حتى يسهم كل منهم من خلال هذه المبادرة في تطوير جيل من المفكرين والمبدعين في السعودية.
ويحرص المركز على إثراء المجتمع السعودي بمصدر معرفي هائل، ودعم الأفراد في مجالات الفنون والعلوم والابتكار؛ كي يصبحوا روادًّا للمملكة في مسيرة التحول إلى الاقتصاد المعرفي.. كما يقوم بتقديم تجارب واسعة للزائر من خلال عروض محلية، تُعد منصة للإبداع، تُجمع فيها المواهب للتعلم ومشاركة الأفكار مستعينًا ببرامج متنوعة لتخصصات مختلفة وشراكات وثيقة مع مؤسسات ثقافية محلية وإقليمية ودولية، أساسها العلم والثقافة والترفيه تعزيزًا لنوعية الحياة في المجتمع.