
قال المحلل السياسي يحيى التليدي إن اهتمام الصين بالقضايا السياسية والأمنية في منطقة الشرق الأوسط يعود إلى شراكاتها الاستراتيجية مع دولها، مؤكدًا أن بكين انتهجت سياسة متوازنة في التعامل مع القضايا الإقليمية المحورية دون أن تحيد إلى طرف على حساب آخر؛ ما أكسبها ثقلاً دوليًّا ومصداقية، وتأثيرًا قويًّا لدى الجميع.
وتفصيلاً، أوضح "التليدي" لـ"سبق" أن الصين تبدو أكثر تفهمًا وتقاربًا مع دول المنطقة من غيرها من الدول الكبرى في العالم، باهتمامها بالملفات المهمة في المنطقة، ومراعاة مصالح الدول، وضرورات التنمية، وبناء الشراكات العملية معها؛ وبالتالي فهذا التوافق الواسع كان يجب أن يتجسد عمليًّا في تقريب وجهات النظر، وحل الخلافات بين الرياض وطهران، بوصفهما أهم شريكَين لبكين في المنطقة.
وأشار إلى أن "عودة العلاقات السعودية-الإيرانية هو قرار سعودي بحت. والمفاوضات بين طهران والرياض بدأت منذ أكثر من سنتين في العراق وعمان، والتدخل الصيني في المرحلة الأخيرة من هذه المفاوضات كان مؤثرًا وإيجابيًّا".
وزاد: "هناك قناعة لدى معظم دول المنطقة أنها وصلت لمرحلة مفصلية من تاريخها بعد ما مرت به من تجاذبات واختلالات طيلة العقود الماضية، وأيضًا مع هذه الأزمة الأمنية العالمية التي اجتاحت تداعياتها العالم نتيجة للحرب الروسية-الأوكرانية؛ وبالتالي يبدو أن البراغماتية السياسية لدى طهران أصبحت أكثر نضجًا وتعقلاً، وهناك توجه بالعودة إلى منطق العقل والسلام".
وأضاف: "السعودية أكدت دائمًا أنها تفضل المسار الدبلوماسي والسياسي لحل الخلافات إذا كانت هناك رغبة وجدية وحُسن نية من الطرف الآخر. والرياض لم تكن تقدم على هذه الخطوة لولا وجود ضمانات وتفاهمات قوية.. وستكون المرحلة القادمة تحت المراقبة".
واختتم: "العلاقات الحسنة بين السعودية وإيران تصبُّ في صالح أمن واستقرار الشرق الأوسط، مع احترام سيادة الدول. والتعاون المشترك، والعمل على التنمية والإصلاح والتحديث، والعلاقات البناءة هي ما تحتاج إليه المنطقة".