أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم المسلمين بتقوى الله عز وجل ومراقبته في السر والنجوى.
وقال "القاسم": أيها المسلمون تتجدد مواسم الخيرات على العباد فضلًا من الله وكرمًا، فما أن تنقضي شعيرة إلا وتليها عبادة أخرى ليغسلوا فيها درنهم وتعلو بها درجاتهم وقد أظلتنا أيام عشر مباركة هي خير الأيام وأفضلها وأجلها وأعظمها، أقسم الله بها: {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ}، قال مسروق: هي عشر الأضحى أفضل أيام السنة، وهي من أيام الله الحرم وخاتمة الأشهر المعلومات التي قال الله فيها: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ}؛ نهارها أفضل من نهار العشر الأواخر من رمضان، وفضيلة عشرة ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيها من الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يأتي ذلك في غيرها.
وبيّن أن التفاضل بين الليالي والأيام داعٍ لاغتنام الخير فيها ومن اغتنام العشر الإكثار من الأعمال الصالحة فيها فالعمل الصالح فيها أحب إلى الله من نفس العمل إذا وقع في غيرها ومن فضل الله وكرمه أن الطاعات في هذه العشر متنوعة ومما شرع فيها الإكثار من ذكر الله قال تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ}، والتكبير المطلق في كل وقت من الشعائر في عشر ذي الحجة والصدقة عمل صالح بها تفرج الكرب وتزول الأحزان وخير ما تكون في وقت الحاجة وشريف الزمان.
وأضاف: إن مما يستحبّ في العشر صيام التسعة الأولى منها، والأفضل للحاج ألا يصومه تأسيًا بفعل النبي صلى الله عليه وسلم وإبقاءً لقوته ليستكثر من التضرع والدعاء، ويوم عرفة ملتقى المسلمين المشهود، يوم رجاء وخشوع وذل وخضوع، يوم كريم على المسلمين والدعاء عظيم المكانة رفيع الشأن يرفع العبد إلى مولاه حوائجه ويسأله من كرمه المتوالي.
وأشار إمام وخطيب المسجد النبوي إلى أن في عشر ذي الحجة يوم النحر أعظم الأيام عند الله قال النبي صلى الله عليه وسلم: {إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ}، وهو أشد الأيام عند الله حرمةً وهو أحد عيدي المسلمين يوم فرح وسرور بأداء ركن من أركان الإسلام، وهو أفضل أيام المناسك وأظهرها وأكثرها جمعًا وهو يوم الحج الأكبر، وفي ذلك اليوم العظيم وصى النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة أمته أن تبلغ الدين للناس، ففي أيام النحر والتشريق عبادة مالية بدنية هي أحب الأعمال إلى الله قرنها الله بالصلاة فقال: {فصلّ لربك وانحر}، وحث الله على الإخلاص في النحر، وأن يكون القصد وجه الله وحده.
واختتم "القاسم" بحثّ المسلمين على اختيار أفضل الأضاحي، فاضِلها وأغلاها ثمنًا وأنفسها عند أهلها، مبينًا أن شاة واحدة تجزئ عن الرجل وأهل بيته، منبهًا بعدم التذمر من ثمنها فثوابها عند الله عظيم.