مختص في الأمن السيبراني لـ"سبق": يمكن للهكر تعطيل أجهزة الإنعاش والتسبب في الوفاة
أكد المهتم بالأمن السيبراني سالم الحارثي، لـ "سبق"، خطورة الهجمات على الأجهزة الطبية في المستشفيات من قِبل الهكر، سواء كانوا على شكل أفراد أو مجموعات أو يتبعون لمنظمات أو حتى دول، مشيرًا إلى أنها لا تقل خطورة عن أنواع الهجمات الأخرى التي تتعرض إليها بعض الجهات في الدول، سواء حكومية أو خاصة، بل تزيد؛ لأنها مرتبطة بالحياة وصحة الإنسان.
وأوضح أنه بالإمكان اختراق أي جهاز طبي مرتبط بالشبكة، بما فيها أجهزة الإنعاش والأجهزة داخل غرف العمليات وغيرها من الأجهزة الطبية، والعمل على تعطيلها بشكل تام بعد اختراقها، وهو ما قد يتسبب في كارثة حيث قد تؤدي إلى الوفاة أو تأزم الحالات ودخولها في مراحل حرجة وحدوث شلل للمنشأة.
وبيّن "الحارثي"، وهو أحد أعضاء فريق مكون من أربعة أعضاء مهتمين بهذا المجال، هم الدكتور محمد الخليفة وسالم الحارثي ومهند الهديان وشهد الحربي، شاركوا ضمن فعاليّات مؤتمر "بلاك هات" الدولي الذي أقيم في العاصمة الرياض قبل أيام، حيث قدموا ملفًا خلال المؤتمر وقاموا بتجربة ثلاثة سيناريوهات لاختراق جهازين طبيين ونجحوا في السيناريو الأول في تغيير العلامات الحيوية في الجهاز الطبي.
وفي الاختراق الثاني تم تعطيلهما بالكامل حتى إن الطاقم الطبي لم يستطع السيطرة، بينما في السيناريو الثالث تم تعطيل تنبيهات الجهاز الطبي بدعم من الاتحاد السعودي للأمن السيبراني.
وأشار إلى أن اختراق الأجهزة الطبية يحظى باهتمام كبير من قِبل بعض الدول في أوروبا وغيرها، لكنه جديد بعض الشيء على الشرق الأوسط، ولم يطرح بشكل واسع على الرغم من أهميته وخطورته في الوقت نفسه.
وقال إن قوة "الاي تي" في المنشآت الصحية حول العالم دليل على قوة دفاعها ضد هذه الهجمات، مشيرًا إلى أن أحد المستشفيات في إحدى الدول تعرض إلى هجوم من مجموعة هكر على الأجهزة الطبية، ما تسبب في وفاة طفلين بعد تعطيل مجموعة من الأجهزة، موضحًا أن المستشفيات في المملكة آمنة ولله الحمد بسبب أمان الشبكة بشكل عام، حيث إنه يتم رصد أي هجوم قبل وقوعه.
وأضاف أن أي جهاز متصل بشبكة الإنترنت هو عرضة إلى الاختراق، سواء في منشأة صحية أو في جهة أخرى، لكن الطريقة تختلف أحيانًا، والخطورة أعلى في المستشفيات لأنه مرتبط بالحالة الصحية للمريض، وقد يؤدي إلى نتائج وخيمة، لاقدر الله، في حال لم يتم تدارك الأمر بشكل سريع، أو التصدي إلى تلك الهجمات التي تنفذها جهات لها أهداف معينة، ليس فقط القضاء على المعلومات أو الاستيلاء عليها.