قال المحلل السياسي يحيى التليدي: إن زيارة المستشار الألماني شولتس للسعودية؛ تؤكد أهمية العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين الرياض وبرلين، والرغبة المشتركة لتطويرها، وإزالة الشوائب التي اعترتها الفترة الماضية.
وأضاف: تعكس هذه الزيارة وجود رغبة جادة واتفاق بين الجانبين على تعزيز علاقاتهما، وبحث التعاون في الملفات ذات الاهتمام المشترك، كمكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتطوير العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين الجانبين.
وقال "التليدي" لـ"سبق": "تُعيد ألمانيا وأوروبا اكتشاف أهمية العلاقات مع دول الخليج العربي، وخصوصًا مع السعودية بعد الحرب الأوكرانية التي أدت تداعياتها إلى ارتفاع أسعار الطاقة في أوروبا".
وتابع: "تؤكد زيارة شولتس للسعودية، دور ألمانيا المتزايد، واعتراف أوروبا بأن استقرار وأمن جوارها يؤثران على استقرارها، وأن التعامل مع الشرق الأوسط من مسافة بعيدة لم يَعُد يساهم في استقرارها؛ مما يعني ضرورة تصويب مسار العلاقة مع الرياض ودول المنطقة، وبلا شك فإن ألمانيا تلعب فيها دورًا بالغ الأهمية".
وأوضح أن "ألمانيا اليوم تجد نفسها مضطرة للتخلي عن بعض أفكارها غير الواقعية في التعاطي مع بعض الملفات وتبني سياسة واقعية تجاه العلاقات مع دول المنطقة وأهمية أمنها واستقرارها".
ولفت إلى أنه قد بدأت تبرز في هذا السياق بعض المؤشرات؛ أبرزها استقبال المستشار الألماني مؤخرًا لرئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي.. ويُعد هذا بمثابة رسالة دعم من برلين لهذا المجلس الذي تَشكل برعاية خليجية سعودية وخطوة عملية لدعم الشرعية اليمنية التي تقف بجانبها الرياض.
وقال: "التعاون السعودي الألماني ضروري لاستقرار المنطقة؛ وذلك يعني وجوب انخراط البلدين في حوار سياسي واسع لفهم الملفات الأكثر إلحاحًا في المنطقة؛ لإيجاد حلول فعالة -وخاصة الملف اليمني والملف النووي الإيراني- تتطلب من السعودية وألمانيا العمل معًا لضمان أن تحترم إيران سيادة جيرانها، وألا تصبح مفاوضات البرنامج النووي غاية في حد ذاتها، بل تؤدي لتغيير السياسة الإقليمية الإيرانية وإيقاف دعم المليشيات في المنطقة".
واختتم قائلًا: "من المهم أن تحافظ السعودية وألمانيا على علاقة استراتيجية تقوم على مبادئ مشتركة للسلام والأمن والتنمية، خصوصًا أن الرياض تنظر إلى ألمانيا على أنها شريك سياسي واقتصادي مهم، وبلا شك على برلين أن تنظر إلى المملكة النظرة نفسها".