المملكة تحقق تقدمًا هائلًا في أمن المعلومات.. و8.4 تريليون دولار حجم خسائر القرصنة عالميًا

المملكة تحقق تقدمًا هائلًا في أمن المعلومات.. و8.4 تريليون دولار حجم خسائر القرصنة عالميًا

فيما يبلغ حجم ميزانيات الشركات التي تمارس أعمالها عبر الشبكة العنكبوتية ما يقارب 6.3 مليار دولار

حققت المملكة العربية السعودية تقدمًا هائلًا على صعيد الإجراءات المتصلة بأمن المعلومات، وذلك بفضل الكفاءات العالية التدريب التي لديها، وتبنّيها أحدث التقنيات العالمية في مجال حماية وصيانة أمن البيانات.

الأمن المعلوماتي

وتعتزم المملكة تحقيق أمن المعلومات الشامل، وهو الأمر الذي يتطلب استعمال أحدث التقنيات وأكثرها تطورًا مع التركيز على أنسب السياسات والممارسات الفنية والخبرة في مجال الأمن المعلوماتي وتوعية الأفراد والشركات حول النواحي المتصلة بأمن المعلومات وحمايتها.

الاقتصاد الرقمي

وتشهد المملكة العربية السعودية استمرارًا وزخمًا فيما يتعلق بدفع عجلة التحول الرقمي في كل من القطاعين العام والخاص على حد سواء؛ وذلك بهدف تعزيز الاقتصاد الرقمي ودفعه إلى الأمام؛ نظرًا لأنه بات يلعب دورًا محوريًا في رسم مستقبل المملكة من كافة جوانبه.

سهولة استخدام الإنترنت

وتشير الإحصاءات إلى أن عدد سكان المملكة العربية السعودية وصل إلى 35 مليون نسمة، مع تمتع 99% من سكانها بإمكانية الوصول إلى شبكة الإنترنت بكل سهولة، وفي ظل استهلاك للبيانات يصل بالمتوسط إلى 37 غيغابايت للشخص الواحد.

خسائر القرصنة العالمية

وبالنظر إلى حجم الخسائر العالمية التقديرية الناجمة عن القرصنة الإلكترونية، والتي وصلت حتى عام (2022) إلى 8.4 تريليون دولار أمريكي، والتي من المتوقع أن تبلغ نحو 24 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2027، فإن هذا يدل على أن أعمال القرصنة الإلكترونية باتت تشكل الخطر الرابع عالميًا، والذي يتطلب معه اهتمامًا وإجراءات غير عادية على صعيد أمن المعلومات، وبصورة أكبر من أي وقت مضى.

رؤية طموحة

وتسعى المملكة -مدفوعةً برؤيتها الطموحة- إلى الاستثمار بكثافة في التحول الرقمي لتحقيق منظومة اقتصاد رقمي فعالة، لتعزيز عدد من الجوانب من أهمها الأمن المعلوماتي وذلك من خلال دعم ومساندة عدد من الجهات في القطاعين الحكومي والخاص، كما أن الجهات غير الربحية القطاع الثالث عالميًا تسهم جنبًا إلى جنب مع هذه القطاعات في تعزيز الأمن المعلوماتي، وتسعى المؤسسات غير الربحية المحلية في المملكة -منطلقة من أهداف رؤية 2030؛ للمساهمة في دعم القطاعات الأخرى من خلال العمل على إحداث أثر أكبر وأعمق، ومن هذه المؤسسات غير الربحية جمعية أمن المعلومات "حماية"، والتي باتت تسهم في خدمة قطاع أمن وسلامة المعلومات في المملكة من خلال تعزيز الوعي بمخاطر الفضاء الإلكتروني عبر تقديم الاستشارات وبناء برامج تطوير القدرات.

مفهوم الإدراك السيبراني

وركّز مؤتمر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لأمن المعلومات (MENA ISC 2023)، على مفهوم "الإدراك السيبراني": الانتقال من الحالة التفاعلية إلى الحالة الاستباقية بالاستفادة من الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة كتقنية المعلومات والتقنية التشغيلية وإنترنت الأشياء".

ومن المقرر أن يركز هذا المؤتمر بالدرجة الأولى على تعزيز أمن المعلومات باعتباره ركيزة أساسية لعدد من القطاعات الاقتصادية المهمة؛ كالقطاع المالي وقطاع الاتصالات وقطاع النقل وقطاع الطاقة، ومع توجّه المملكة الحثيث نحو التحول الرقمي في جميع القطاعات، فإن تطوير صناعة أمن المعلومات باتت أمرًا ذا أهمية قصوى للحفاظ على هذا التحول وتعزيزه ودفعه قدمًا نحو الأمام.

وانطلاقًا من أهداف رؤية 2030 والمرتبطة بتمكين القطاع غير الربحي، تشارك "حماية" في المؤتمر، وتعتبر "حماية" جمعية سعودية أهلية غير ربحية مسجلة في المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي وتشرف عليها فنيًا وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، وتهدف إلى أن تكون رائدة في تعزيز الوعي حول الاستخدام الأمن للتقنية.

و"حماية"، باعتبارها أول جمعية سعودية غير ربحية في مجال أمن المعلومات، تضم بين كوادرها أبرز الخبراء المتخصصين في أمن المعلومات؛ بهدف تبادل المعرفة ونقل الخبرات المتنوعة في أحدث المواضيع المرتبطة بأمن المعلومات، ولتحقيق الاستدامة، تقدم "حماية" عددًا من الخدمات تتنوع ما بين تقديم الاستشارات والتدريب وإقامة ورش العمل والحملات التوعوية، والأهم من ذلك، عقد الشراكات مع أطراف من القطاعين العام والخاص... إلخ.

التحول الآمن

ويهدف مؤتمر هذا العام إلى التطرق إلى التحول الرقمي الآمن وتطوير وحماية البنية التحتية الرقمية باعتبارها من المكونات الأساسية لمثل هذا التحول، كما تشمل أهداف المؤتمر رسم الخطط والاستراتيجيات التي من شأنها حماية الأصول الرقمية وشبكات المعلومات الحكومية من القرصنة والاختراقات بكل أشكالها.

ومع وصول عدد مستخدمي شبكة الإنترنت عالميًا إلى 5 مليارات مستخدم، وبلوغ حجم الشركات التي تمارس أعمالها عبر الشبكة العنكبوتية إلى ما يقارب 6.3 مليار دولار أمريكي، فقد بات أمن المعلومات من المهام الأساسية التي يتحتم التركيز عليها، والتي تتطلب أفضل السياسات والممارسات الرقمية وأكثرها أمانًا، وفي إطار من الضوابط على صعيد استعمال البيانات والتسجيل والدخول إلى الحسابات الإلكترونية المختلفة، مع وجود بنية تحتية رقمية مرنة ورقابة على الدخول ومنع الاختراق.

حماية الشركات والأفراد

أمر آخر، وهو أن التقدم المستمر في مجال أمن المعلومات لا يعد ضروريًا فقط للأمن الوطني، بل هو مفيد في حماية الشركات والأعمال والأفراد من مخاطر الاختراق التي تزايدت بشكل كبير خلال السنوات الماضية، فمن خلال تعزيز ثقافة الوعي واليقظة الإلكترونية، وتطبيق الإجراءات التفاعلية للتعامل مع التهديدات الإلكترونية، والتطوير المستمر لاستراتيجيات أمن المعلومات، فقد بات بإمكان المملكة ودول العالم المختلفة التعاون معًا لتعزيز تحولها الرقمي؛ ضمانًا لمستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا.

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org