وافق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- على مشروع ترميم وتحويل قصر الملك فيصل -يرحمه الله- إلى متحف ومزار سياحي ثقافي تعليمي، بمسمى "متحف الفيصل" في حي المعذر بالعاصمة الرياض.
أعلن ذلك الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية نائب رئيس مجلس أمناء جامعة الفيصل، في تصريح صحفي عقب رعايته أمس حفل تخريج طلبة وطالبات كليات جامعة الفيصل في "الطب والصيدلة والعلوم" والذي أقيم بقاعة الأميرة هيا بنت تركي بمقر الجامعة بالرياض.
وأضاف الأمير تركي الفيصل: إن مشروع الترميم تم تقديمه لخادم الحرمين الشريفين، حيث وافق -حفظه الله- على توفير المبالغ المالية والتمويل اللازم للمشروع، مقدمًا شكره وتقديره لمقام خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- على موافقته على هذا المشروع؛ ليصبح متحفًا تاريخيًا، ومزارًا سياحيًا ثقافيًا وتعليميًا، منوهًا بأن القصر كان شاهدًا على أحداث تاريخية كبيرة في المملكة، وعبر السنين، تداعت بعض الأماكن فيه، ليعاد ترميمه ويصبح "متحف الفيصل".
وكان حفل التخرج قد بدأ بالسلام الملكي، ثم مسيرة أعضاء هيئة التدريس، ومسيرة للخريجات وللخريجين، وأتبع ذلك تلاوة مباركة من آيات الذكر الحكيم.
وأعلن رئيس جامعة الفيصل الدكتور محمد آل هيازع، خلال كلمته في الحفل، عن الانتهاء من مبنى كلية الطب الجديد والمكون من سبعة طوابق وبتكلفة تجاوزت 150 مليون ريال، بدعم وتوجيه من الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز رئيس مجلس الأمناء، والأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الأمناء، ومتابعة الأمير بندر بن سعود بن خالد رئيس اللجنة التنفيذية للجامعة.
كما عبّر عن شكره وتقديره للأمير تركي الفيصل على رعايته الكريمة لهذا الحفل، مضيفًا في كلمته، أن الجامعة تجني اليوم ثمار سعيها المتواصل نحو التفوق والإبداع، مدعومة بأسس متينة من التعليم المتميز والبحث العلمي والتطوير الدائم، حيث حققت -بفضل الله- ثم بدعم القيادة الرشيدة السخي، إنجازات متميزة واحتلت مكانة مرموقة بين الجامعات السعودية والعالمية، وتم اختيارها كواحدة من الجامعات المستهدفة في مبادرة الدخول إلى قائمة أفضل 200 جامعة عالمية في 2030، كما فازت خمسة مشاريع لتطوير المعامل والمختبرات الابتكارية بدعم مالي تجاوز 17 مليون ريال مقدم من هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار.
وأشار إلى أن الجامعة تفخر بتعاونها الدولي مع عدد من أرقى الجامعات العالمية، الذي مكّن الجامعة من تقديم برامج مشتركة وفتح آفاق واسعة لتبادل المعرفة والخبرات، مضيفًا أنه في إطار سعي جامعة الفيصل المتواصل للارتقاء بمستوى التعليم العالي وتوسيع آفاقه ليشمل أعلى الدرجات العلمية، فقد تم الإعلان عن إطلاق برامج الدكتوراه في تخصصات نوعية بدءًا من العام الدراسي المقبل.
وقال "آل هيازع": نحتفل اليوم ليس فقط بالإنجاز الأكاديمي، بل بتألق خريجينا في ميادين متعددة، ونعتز بإنجازات طلابنا وطالباتنا، وتفوقهم في امتحانات الهيئة السعودية للتخصصات الصحية وقبولهم في برامج الزمالة العالمية؛ لأن خريجي كلية الطب بجامعة الفيصل يحققون ولسنوات متتالية أعلى معدل قبول سنوي لكلية طب من خارج الولايات المتحدة في برامج الزمالة الأمريكية، وفي هذا العام حصل 46 خريجًا وخريجةً على الماتش في أرقى المراكز الطبية الأمريكية.
وأضاف: إن طلاب كلية الصيدلة والعلوم قدموا مشاركات متميزة في المؤتمرات المحلية والدولية، وحققوا المراكز الأولى في عدد من المسابقات المتخصصة من بين نظرائهم طلبة الجامعات، فقد أثبت خريجو الجامعة تميزهم في سوق العمل، واستطاعوا تحقيق إنجازات مهنية لافتة، جعلت الكثير من الهيئات والشركات المحلية والعالمية تترقب يوم المهنة الذي تقيمه الجامعة سنويًا، هذه الشركات والهيئات لا تسعى فقط لاستقطاب خريجي الجامعة، بل تقدم لهم أيضًا فرص عمل مجزية، مما يؤكد على القيمة العالية والمهارات الفريدة التي يحملونها في سوق العمل.
وأشاد بالخريجين والخريجات قائلًا: أنتم اليوم خلاصة جهود هذه المؤسسة العظيمة، وبكم ومعكم، تواصل الأوطان التقدم والازدهار، أنتم أمل الغد لبناء مستقبل مشرق، هنيئًا لكم ولأسركم هذا الإنجاز والتميز، وستظل جامعة الفيصل بابًا مفتوحًا ومنارة للمعرفة لكم في جميع مراحلكم القادمة.
وقدم د. "آل هيازع" شكره وتقديره لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وإلى سمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -يحفظهم الله- على كل الدعم والاهتمام الذي يوليانه للتعليم والبحث والابتكار، كما توجّه بالشكر والثناء للأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز رئيس مجلس الأمناء، والأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الأمناء، والأمير بندر بن سعود بن خالد رئيس اللجنة التنفيذية للجامعة، ولمؤسسة الملك فيصل الخيرية ومجلس أمناء الجامعة على دعمهم المتواصل، وكذلك إلى الأميرة الدكتورة مها بنت مشاري بن عبدالعزيز نائب رئيس الجامعة للعلاقات الخارجية والتطوير، والدكتور خالد بن مناع القطان نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية والمالية عميد كلية الطب، وللعمداء ولأعضاء هيئة التدريس ومنسوبي الجامعة.
إلى ذلك، أكد الخريجون في كلمتهم اعتزازهم بالجامعة التي تخرجوا فيها، مشيرين إلى أنهم يدركون حجم المسؤولية التي ألقيت على عاتقهم بعد التخرج، مستشرفين المستقبل بما حصّلوه من علوم، ستكون داعمًا لمسيرتهم العملية، محققين آمال قيادة المملكة الحكيمة فيهم؛ بأن يكونوا حجر الزاوية في بناء المملكة الحديثة.