شاركت المملكة العربية السعودية في الاجتماع التحضيري لمجموعة الشركات الناشئة لدول مجموعة العشرين والتي انعقدت في مدينة غوا الهندية، والذي عُقد مؤخرًا لمناقشة بنود توصيات البيان الختامي للقمة وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز ريادة الأعمال وكل ما يخدم الشركات الناشئة ويساعدها في بناء أسس ترتكز عليها.
مثّل المملكة في الاجتماع الأميرُ فهد بن منصور بن ناصر بن عبدالعزيز رئيس الوفد السعودي لمجموعة الشركات الناشئة ومجموعة اتحاد رواد الأعمال الشباب في مجموعة العشرين، وأكد في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية للقمة أن المملكة تشهد ازدهارًا في منظومة الشركات الناشئة؛ مؤكدًا أن هذا القطاع يمثل حاضر ومستقبل اقتصادات العالم؛ موضحًا أن تأثير الشركات الناشئة في حياة مواطني المملكة أصبح واضحًا وملموسًا؛ حيث تم تحسين جودة الحياة في المملكة من خلال الاعتماد على حلول التقنية الحديثة التي طوّرت مستوى الخدمات المقدمة وسرّعت تلبية الاحتياجات مما جعل الحياة أسهل على الجميع.
وأكد الأمير فهد بن منصور أهمية مشاركة المملكة في قمة المجموعة الرسمية للشركات الناشئة Startup20 كونها أسرع الاقتصادات نموًّا بين دول مجموعة العشرين، وكذلك حصولها على المراكز الأولى عالميًّا في ٤ مؤشرات لريادة الأعمال؛ مشيرًا إلى أن هذه النتائج هي انعكاس للدعم المقدم من القيادة الرشيدة لمنظومة الشركات الناشئة وفقًا لرؤية ٢٠٣٠، التي تستهدف رفع مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي من ٢٠% إلى ٣٥%.
وقال: "إن الاجتماع التحضيري لمجموعة الشركات الناشئة في الهند كان فرصة لتبادل الأفكار الإبداعية والمبتكرة، وإيجاد الشراكات الاستراتيجية والفرص الاستثمارية، والاطلاع على تجارب دول مجموعة العشرين، بالإضافة إلى ترويج مشاريع رواد أعمال المنشآت الصغيرة والمتوسطة والكبيرة السعودية، والخدمات المميزة المقدمة في السعودية لجذب رواد الأعمال والمستثمرين".
وأضاف الأمير فهد "أن التطور في مجال الشركات الناشئة، جعل المملكة بيئة جاذبة وحاضنة لريادة الأعمال، ونقطة التقاء عالمية لرواد الأعمال والمستثمرين وقادرين على جعل الرياض عاصمة للريادة العالمية بمستوى ينافس وادي السيليكون؛ مؤكدًا أن هذا النمو المتسارع للمنظومة يؤهلها لتصبح مركزًا عالميًّا للشركات الناشئة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال التعاون والشراكات المثمرة التي تتواجد في هذه المجموعة.
وشدد الأمير فهد بن منصور على ضرورة التنمية المستدامة للشركات الناشئة الوطنية، والتي تتحقق بتمكين المنظومة وتحفيز القطاع الخاص وتطوير قدرات المواهب السعودية واستقطاب الخبراء العالميين ونقل الخبرة والمعرفة في الاستثمار الجريء في المجالات التي تتناسب مع المكان والزمان.
وأضاف الأمير فهد بن منصور أن رواد الأعمال يشكلون جزءًا رئيسيًّا من ابتكار الحلول للتحديات الاقتصادية والاجتماعية؛ مؤكدًا أن رؤية السعودية 2030 تهدف إلى تنويع اقتصاد المملكة، وبناء قطاع ريادي مزدهر يحتضن النمو الاقتصادي المستدام، ويسهم في خلق الفرص ورفع مستوى وجودة الحياة في المنطقة.
وعُقد على هامش القمة العديدُ من الاجتماعات الثنائية مع رؤساء الوفود المشاركة في القمة؛ لتعزيز التواصل بين رواد الأعمال مع نظرائهم لتبادل الأفكار والخبرات العلمية والتقنية واستكشاف الحلول الابتكارية في ظل تحديات الاقتصاد العالمي وكيفية التعامل معها.
كما عُقد اجتماع مشترك مع رئيس الوفد الهندي للشركات الناشئة لقمة العشرين Startup20 الدكتور شنتين ورئيس الوفد الهندي لمجموعة اتحاد رواد الشباب لقمة العشرين G20YEA ڤيشال، تم خلاله مناقشة مخرجات التوصيات التي تتعلق بريادة الأعمال والشركات الناشئة، والعمل على توحيد التوصيات قبل أن تقدم لقادة دول مجموعة العشرين.
وتم كذلك بحث جدول أعمال قمتي مجموعة الشركات الناشئة في مجموعة العشرين التي ستُعقد في نيودلهي في الـ٣ من يوليو القادم، وقمة اتحاد رواد الشباب في مجموعة العشرين والتي ستُعقد في نيودلهي في الـ١٣ من يوليو.
وتم تعيين الأمير فهد بن منصور مؤخرًا لتمثيل المملكة في المجموعة الرسمية للشركات الناشئة Startup20 تحت مظلة مجموعة العشرين G20.
وتُعد مجموعة الشركات الناشئة (Startup20)، إحدى مجموعات التواصل الـ11 الرسمية، وتم إطلاقها هذا العام تحت الرئاسة الهندية لمجموعة العشرين G20 2023.
وتعتبر المجموعة أول مجموعة رسمية تختص بالشركات الناشئة، وتعد أهم محركات النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة؛ حيث تسعى لإيصال صوت منظومة الشركات الناشئة العالمية عبر أعضاء دول مجموعة العشرين، وسيتم وضع توصيات تقدم رسميًّا إلى قادة مجموعة العشرين للنظر فيها.
وتضم مجموعات التواصل مجموعاتٍ تعاونيةً مستقلة تقودها منظمات من المجتمع المدني في البلد المضيف كل عام.
وتسعى الشركات الناشئة لمجموعة العشرين في قمتها القادمة التي تعقد في نيودلهي في الـ٣ من شهر يوليو القادم، إلى تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في هذا المجال؛ حيث تلتزم أهداف المجموعة بأساس النمو الاقتصادي، وتحفيز شراكات التنمية العالمية، والتركيز على تفعيل دور رواد أعمال الشركات الناشئة للمساهمة بشكل أكبر في استدامة تنمية الاقتصادات العالمية.
وتُعد مشاركة المملكة في هذه المجموعة، مرتبطة بأهداف رؤية السعودية 2030؛ من خلال محور اقتصاد مزدهر وتنمية تنويع الاقتصاد وتعميق اندماج الاقتصاد السعودي في المنظومة الإقليمية والعالمية عبر برنامج التحول الوطني والذي يعمل على تطوير العلاقات الاقتصادية مع الشركاء العالميين وتطوير العلاقات الاقتصادية الإقليمية وجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية، ودعم الشركات الوطنية الكبرى لتعزيز ريادتها عالميًّا وتطوير الشركات المحلية الواعدة إلى شركات رائدة إقليميًّا وعالميًّا، وزيادة مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد واستقطاب المواهب العالمية المناسبة بفاعلية.