وطن الجسورين

وطن الجسورين
تم النشر في

ثورة العمل والتغيير والتحول التي يشهدها وطننا اليوم لم تحدث من قبل؛ فحجم التحول السريع يؤكد أننا وطن لديه القدرة والكفاءة في صناعة التغيير، بل يملك العزيمة والإصرار؛ فما كنا عليه قبل ثلاث سنوات تغير بشكل كامل.. وأنا هنا لا أتحدث عن المستوى الاقتصادي والصناعي والسياسي والبنية التحتية فقط، بل أيضًا على مستوى التفكير والثقافة والمعرفة.. نحن اليوم نسير بخطى سريعة، وفي الوقت ذاته ثابتة ومدروسة، ونعرف ماذا نريد، وإلى أين نذهب.. لدينا رؤية وأهداف، نسعى جميعًا كوطن لتحقيقها؛ لذلك عجلة التنمية تسير بكل كفاءة، في كل اتجاه.

ولأننا نتحدث عن الرياضة فلو نظرنا بشكل سريع لوجدنا فارقًا كبيرًا، واختلافًا شاسعًا بين الأمس واليوم. لا أتحدث عن مباريات، ولا ملاعب، ولا بطولات، ولا لاعبين أجانب، ولا احتراف، ولا استثمار، بل أتحدث عن بيئة وثقافة وفكر وصحة ونمط حياة.. أتحدث عن تحوُّل في طريقة العمل.. لننظر للمشاريع الكبرى، سواء القدية أو نيوم والعلا وتالا، وغيرها.. كل تلك المشاريع الرياضة هي جزءٌ مهم من تكوينها، وعنصر رئيسي في بيئتها. وآخر المشاريع كان المسار الرياضي في عاصمتنا الرياض الذي يدل على أهمية الرياضة، وتأثيرها في بناء المجتمع وحضارته وجودة حياته.. ليس هذا فقط، بل إن كل ذلك يشير إلى صناعة رياضية مختلفة، تعزز الصحة والأمن والاستثمار، وتشكل في الوقت ذاته ترفيهًا وثقافة وسياحة.. كل ذلك هو تحوُّل سريع وحضاري، يغير بشكل إيجابي في بيئة الوطن.

كل هذا بفضل الله، ثم بفضل قيادة شابة، يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تفكر لمستقبل أجيال، تقرأ وتحلل حاجات المجتمع لسنوات مقبلة، خاصة أننا وطن يتكون من نسبة عالية من الشباب، وهي الثروة الحقيقية التي بها نبني وطننا، وبها نفخر، وعلى سواعدها نصنع مستقبلنا وحضارتنا وتفوقنا؛ لذلك عندما نسير خلف قيادة لديها قوة الإرادة والإصرار، وتثق بشبابها وأبنائها، فلا شك أننا قادرون على صناعة المستحيل.

والجميل في كل هذا أن ما نقوله ونكتبه اليوم ليس أحلامًا ولا مطالبات ولا رغبات، بل مشاريع نراها على أرض الواقع، تمتد على امتداد جغرافية الوطن في شتى المجالات؛ فليس هناك مشروع ولا عمل إلا وتجد فيه التنوع من رياضة وثقافة وترفيه وصناعة واستثمار وصحة وتعليم وسياحة وفن.

لذلك علينا أن نعرف ويعرف شباب هذا الوطن أن المستقبل لهم، ومن أجلهم، وعليهم أن يستنهضوا الهمم، ويشمروا عن سواعدهم؛ فكلٌّ منا يستطيع أن يساهم في البناء، كلٌّ في محيطه ومجاله واختصاصه.. والفرص واعدة في المجالات كافة، وحتى تلك التي كنا نرى أنفسنا بعيدين عنها أصبحت اليوم على أرض الواقع في صناعات شتى.

الوطن غالٍ، وبناؤه أمانة، وحمايته جهاد.. كل منا اليوم مسؤول عنه؛ فنحن نعيش في وطن الجسورين.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org