كلُّ مسؤول يريد النجاح وجني مزيد من المكاسب.. وكلهم يُشكِّل فريق عمل تحته، له الصلاحيات كافة. لقد هيأت الدولة للقيادات كُلَّ سُبل النجاح؛ فيفترض أن لديهم حلولاً إبداعية لمشاكل قطاعهم وتحدياته، لكن بعضهم استعمل صلاحياته لاستغلال شباب الوطن الذي ينتظر ربع فرصةٍ، تُخرجه إلى فضاء اليُسر، لكنهم يستغلونه بالمجان!
نفهم التطوع أنه مبادرات شخصية، ينخرط فيها الشعب استجابة لحاجة المجتمع، وفقًا لسياسات تقدرها الجهات المختصة، منها أعمال إنسانية تخصصية، وأخرى لمواجهة كارثة ومخاطر محتملة، يشارك بها جميع شرائح المجتمع مجانًا، بالتنسيق مع الجهات الرسمية حسب خطط الطوارئ المعتمدة لدى كل جهة.
إنما ما طفا على السطح مؤخرًا بالسماح لمنشآت ربحية بفتح باب التطوع لشباب الوطن المتلهف للعمل لتشغيل فعالياتها التجارية بدون مقابل إنما هو ممارسة أنكرها المجتمع، ثم حظرتها الجهات المختصة.
بعض القيادات اعتبر تشغيل الفعاليات بدون تكاليف على المتعهد تفكيرًا خارج الصندوق.. فنتمنى وضع حدود واضحة للاجتهادات مع تجريم سرقة أحلام الشباب؛ لأن تلك الممارسات لا تمت للإبداع وأخلاقيات العمل بصلة.
إن الأعمال الموسمية فرص للعاطلين والمتقاعدين ذوي المعاشات المتدنية، ليست للموظفين على رأس العمل بأي حال، كما للشباب الساعي للأجر والمثوبة، تحقيقًا للسعادة الذاتية.. وخصوصًا المقتدر ماليًّا. فرص نوعية ممتازة للتطوع بالجهد والمال، لكن تحت إشراف جهات حكومية.. فمجالات التطوع لا تُحصى، في مجالات البيئة، الرعاية الصحية المنزلية، بالمستشفيات والمدارس، بالمساجد، الرعاية النهارية والليلية بدور الأيتام..
إن زيادة اهتمام الشعوب مؤخرًا بالعمل التطوعي مؤشر على ارتفاع الوعي والانتماء لديهم؛ فهناك أعمال خيرية يقف عليها الكثيرون ممن يسهرون الليالي، ويقفون الساعات الطوال بغية الأجر والثواب من الله.
التطوع (إحسان) مليء بالقيم الجميلة، وموروث ذو عمق إنساني رفيع.. هناك قصص واقعية وتجارب ملهمة وممتعة في المجال التطوعي؛ يُستحسن قراءتها؛ فإن أروع هدية يمكن أن تقدمها لمجتمعك على الإطلاق هي (الوقت).