برزت محافظة الداير خلال السنوات القليلة الماضية، بعد إطلاق مهرجان لها تحت مسمى مهرجان البُن؛ وذلك لتميّز المحافظة بزراعة أجود أنواع البن الخولاني؛ إذ تحتضن أكثر من ٨٠ ألف شجرة بُن مثمرة تُنتج قرابة الـ٦٠٠ طن سنويًّا، يعتبر من أجود أنواع البن على مستوى العالم.
وشهد مهرجان الداير الذي يُقام على أعلى نقطة حدودية بالحد الجنوبي، زيارات على مستوى رفيع؛ حيث كان من ضمن الزائرين وزيرُ التجارة والاستثمار ماجد بن عبدالله القصبي، ووزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان؛ وذلك بمعية نائب أمير منطقة جازان الأمير محمد بن عبدالعزيز بن محمد، بحضور عدد من المستثمرين.
وتتجه الأنظار للداير لتنمية مورد زراعة البن وتصديره؛ لما له من طلب كبير في السوق؛ حيث ستشرع شركة أرامكو في بناء مصنع لإنتاج البُن، ويهدف القائمون على المهرجان إلى الوصول ببن الداير إلى العالمية.
وما لا يعرفه معظم محبو القهوة، أن ست محافظات بمنطقة جازان تحتضن أكثر من 80 ألف شجرة بُن، وزاد عدد المزارعين الذين يحترفون زراعة البن إلى 724 مزارعًا في كل المحافظات الجبلية؛ فيما بلغت كميات إنتاجها العام الماضي نحو 227 طنًّا، ويتوقع أن يبلغ إنتاجها مع محصول العام الحالي 600 طن، وأن شركة أرامكو السعودية ستبدأ في إنشاء مصنع لإنتاج البن وتسويقه ضمن مبادرة أرامكو بمحافظة الداير بني مالك.
وقد بدأ بُن جبال جازان اقتحام السوق العالمية انطلاقًا من مهرجان الجنادرية عام 1431هـ؛ ليعود إلى أسواق البن، بعدما كانت قد تضاءلت هذه التجارة في مرتفعات الداير بني مالك وفيفاء والريث بالمراكز التابعة لها، على ارتفاع 1700- 2150م فوق سطح البحر الأحمر؛ حيث تعتبر هذه المواقع بيئة خصبة ومناسبة لزراعة مثل هذا البن المطلوب عالميًّا.