ثمَّنت رابطة العالم الإسلامي القرارات الصادرة عن الدورة الاستثنائية لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، التي دعت إليها المملكة العربية السعودية رئيس القمة الإسلامية الرابعة عشرة لاتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن جريمة التدنيس المتكررة لنسخ من المصحف الشريف.
وفي التفاصيل، نوه الأمين العام للرابطة رئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، بحزمة القرارات التي صدرت عن الدورة، وتضمنت ٣٥ بندًا شاملاً، رسمت خارطة الطريق المثلى لوضع الإجراءات العملية المناسبة لمواجهة الاعتداء أو الانتقاص من مقدسات الآخرين، وأخذت زمام المبادرة لإيقاف تكرار تلك الأفعال التي تبث الكراهية وازدراء الأديان، وتهدد السلم والأمن والوئام العالمي، وتُحمِّل الدول التي تسمح بمثل هذه الجرائم المسؤولية أمام المجتمع الدولي، بمخالفتها قرارات مجلس الأمن، وميثاق الأمم المتحدة، والمواد ذات العلاقة من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، مع دعوة جميع الحكومات إلى التنفيذ الكامل للإطار القانوني والإداري القائم، أو تكييف تشريعات جديدة إذا لزم الأمر، بما يتفق مع التزاماتها بموجب القانون الدولي والقواعد والمعايير لحماية جميع الأفراد والمجتمعات من الكراهية والعنف على أساس الدين والمعتقد؛ لضمان حماية أماكن العبادة.
وأكد "العيسى" تثمين ودعم دعوة قرار المجلس بالإسراع في تنفيذ "خطة العمل لمكافحة الإسلاموفوبيا" التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وأيضًا تفعيل ما ورد في هذا الصدد في "وثيقة مكة المكرمة"، التي أقرها مجلس وزراء الخارجية في دورته الـ47 التي انعقدت في نيامي، عاصمة جمهورية النيجر، في نوفمبر 2020م؛ لمواجهة تداعيات الإسلاموفوبيا بشكل عام بفاعلية أكبر.
ورفع "العيسى"، باسم الأمانة العامة للرابطة ومجامعها وهيئاتها ومجالسها العالمية، خالص التقدير والتثمين للموقف القوي والمشرف الذي اتخذته حكومة السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- في مواجهة تتالي الإساءات الحاقدة لنسخ من المصحف الشريف، وهو ما ترجم مستوى الشعور الإيماني بوجدانهما الكبير، والاضطلاع بالمسؤولية الريادية في عالمنا الإسلامي، في سياق خطوات حازمة ومهمة، تعكس الأنموذج العالي نحو الأسلوب الأمثل في التعامل مع تلك المشاهد المؤسفة على مستوى الإجراء الحكومي بثقليه الإسلامي والدولي، أو على مستوى رئاسة السعودية للقمة الإسلامية لمنظمة التعاون الإسلامي، داعيًا المولى -عز وجل- أن يجزل مثوبة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين على ما قدَّما ويقدِّمان للإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء.