سجّل جناح المملكة العربية السعودية بمهرجان جرَش للثقافة والفنون 2023 في المملكة الأردنية الهاشمية إقبالًا واسعًا من الزوار؛ لتجربة منتجات الحِرف اليدوية بركن مشغولات الخوص وسعف النخيل كسفرة المائدة، والمروحة اليدوية المعروفة باسم "المهفة"، إضافة إلى منتجات إبداعية أخرى للاستخدام اليومي أو للزينة.
وأفاد صانع الخوص حبيب الفرحان بأن المملكة غنية بتراثها الممتد عبر الأجيال، مشيرًا إلى أن المشغولات التي تعتمد على سعف النخيل؛ تمثل إرثًا أصيلًا لا يزال يُستخدم حتى هذا اليوم، وأوضح أن هيئة التراث عززت الوعي بأعمال الخوص عبر تبنّيها العديد من المبادرات، وإقامتها الكثير من المعارض المشتملة على أجنحة تهتم بهذا الإرث العريق.
وبيَّن "الفرحان" أن شغفه بمهنة أجداده قاده ليصبح مدربًا معتمدًا لدى هيئة التراث في مجال المشغولات النخيلية، حيث يعقِد دورات تدريبية للشباب من الجنسين؛ تتضمن آلية الحصول على الخوص من النخيل، وطرق تجفيفه وصبغه بالألوان، موضحًا أن مراحل تجهيز الأدوات لا تتطلب خبرة طويلة، إضافة لكونها آمنة ولا تشكل أي خطر على المتدرب أو العامل في المجال.
وقال: "عملت على تصنيع أكبر سفرة من خوص النخيل بالألوان الطبيعية، واستغرق عملها 30 يومًا، إضافة إلى عملي على منتجات أخرى كالمخافر، والقفايف، والمكبات الملونة، بالإضافة إلى صناعة المهفات، والسلال الخاصة بدلال القهوة والشاي، والقبعات الواقية من الشمس".
وكان جناح المملكة العربية السعودية بمهرجان جرَش قد افتتح أبوابه للزوار يوم الخميس الماضي، مقدمًا صورة وافية عن حضارة وتراث المملكة، وجهودها في الحفاظ على إرثها من الضياع والاندثار؛ في مشاركة تعكس حرص وزارة الثقافة على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهدافها الاستراتيجية التي تسعى إلى تحقيقها تحت مظلة رؤية السعودية 2030.
ويمثل المملكة في مشاركتها بمهرجان جرَش للثقافة في دورته الـ (37) -خلال الفترة من 26 يوليو إلى 5 أغسطس 2023 بمدينة جرَش التاريخية- ثلاث هيئاتٍ ثقافية، هي: هيئة المسرح والفنون الأدائية، وهيئة التراث، وهيئة الموسيقى، وتتضمن المشاركة السعودية عرضًا مختصرًا عن عام الشعر العربي، ومعرضًا مصوَّرًا يسلط الضوء على مواقع التراث العالمي المسجلة في اليونسكو، إضافة لركن مخصص للحرف اليدوية، كما أحيا الفنان خالد عبدالرحمن؛ حفلًا غنائيًا على المسرح الجنوبي في مدينة جرَش الأثرية؛ قدم خلالها باقةً منوعةً من أبرز الأغاني التي تَغَنى بها خلال مسيرته الفنية الطويلة، فيما أقامت الأوركسترا والكورال الوطني السعودي حفلًا موسيقيًا في بوليفارد العبدلي بالعاصمة عمّان، قُدمت خلاله "ميدلي" لأبرز الأغاني السعودية، وفقرات غنائية فردية لأعضاء الأوركسترا، بحضور فرق أدائية من الجنسين.