أكد رئيس الاستخبارات الأسبق تركي الفيصل أن رؤية ٢٠٣٠ لا تعبِّر عن رؤية القيادة فقط، بل تعبِّر عن تطلعات وطموحات الشعب الذي اعتنق الرؤية عندما شُرحت له، حتى أصبح يشعر بأنه جزء من مشروع حضاري مهم جدًّا.
وفي سياق منفصل، قال "الفيصل": "إن المصالحة بيد القطريين؛ فخلال المقاطعة عُقدت قمتان، ودُعي لها الشيخ تميم بن حمد، ولم يحضر، ولو كان لديه نية لحضر واستمع لباقي القيادات، ووصلوا إلى حل".
وعن النظام الإيراني قال: "كيف نتعايش مع نظام يتباهى بالتدخل في شؤون الدول، ويمول الحوثي بالصواريخ حتى وصل الأمر لقصف معامل النفط؟". مشيرًا إلى أن التدخل الإيراني لا ترفضه الشعوب فقط، بل حتى شعب إيران حمل لافتات في مظاهراته الأخيرة، يندد فيها بالتدخل في فلسطين ولبنان.
ودحض ما يتردد عن تدخُّل السعودية باليمن قائلاً: "حصل انقلاب على الحكومة الشرعية من قِبل جماعة مدعومة من إيران؛ فطلبت الحكومة الوقفة من العالم، واستجابت لها هذه الدول، ومن ضمنها السعودية، وأيَّد مجلس الأمن المساعدة، بل ندد بالانقلاب".
وأضاف خلال لقاء مع قناة "RT" الروسية: "إن المواطن السعودي يشعر بأنه جزء من مشروع حضاري مهم جدًّا، وهو الارتقاء بوضع السعودية الاجتماعي والاقتصادي والثقافي وغيرها إلى مستوى العالم الأول. ونعتقد أننا في أولى خطواتها، وكل يوم تثبت أنها ناجحة في تفعيلها والالتزام بمقوماتها".
وعمن انتقد الرؤية أوضح: "في كل مجتمع لا بد أن تجد بعض الأصوات التي تعتقد أن التغييرات غير مجدية؛ فهناك جزء متحمس للانطلاقة، والبعض لا يرى ذلك، وهم قلة قليلة جدًّا".
وأجاب عن سؤال حول ما ستكون عليه السعودية في عام ٢٠٣٠ قائلاً: "لا أستطيع إلا أن أقول كما قال الملك فيصل -رحمه الله- في آخر أيامه: نتطلع أن تكون السعودية بعد ٥٠ عامًا مصدر إشعاع للإنسانية. وهذا أفضل تعبير عن طموح السعودية".
وحول جدوى إيجاد بدائل اقتصادية غير النفط قال: "أعتقد ذلك؛ فثروتنا الحقيقية هي المواطن السعودي، وأكبر منطلق للطاقة هو عقول السعوديين، وليس النفط؛ فالنفط مادة يعمل بها البشر كما يريد، لكن العقول تبتكر وتبدع في مواجهة التحديات؛ لذلك ركزت السعودية على التعليم كأداة لبلوغ ما تريد من أهداف لخدمة الإنسانية. وهذا التحدي في إيجاد بدائل عن النفط ممكن إذا توافرت العقول التي تستطيع إنجاز ذلك".
وعن جدوى خصخصة جزء من "أرامكو" قال "الفيصل: "قد أثبت الأمر نجاحه الباهر؛ فقد اطلعتم على ما ردده من يسمون بالخبراء عن عدم نجاح إمكانية طرح جزء منها، وأن يكون مستوى سعرها أكثر من تريليونَي دولار، وفي أول يوم للطرح كان بلوغ هذا الرقم في تناول اليد، بل تخطت هذا الرقم المخطط له؛ وهذا دليل على نجاح الخطة، وبُعد نظر القيادة، وطموح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان".
ثم سرد أسباب الخلاف الخليجي قائلاً: "لست عضوًا بالحكومة، لكن مما قرأت في الصحف هو الطموح القطري، ومحاولة التغيير بالمنطقة بما هي عرفته بأنه مصلحتها، ودعمت إثارة القلائل في البحرين والسعودية من خلال تمويل فئات معارضة لهذين البلدين، كذلك الإمارات ومصر. وقطر دعمت الإخوان ليس في مصر فحسب، بل بصفة عامة. هذا طرف. والطرف الثاني هو استخدام قطر الآلة الإعلامية لتهويل الأحداث في هذه الدول".
وأضاف: "كذلك استضافتها عناصر إرهابية. وللأسف خلال العشرين سنة الماضية جرت محاولات عدة لثني قطر عن هذا النشاط. وفي عام ٢٠١٤ وُقِّعت اتفاقية بالرياض بوساطة محمودة من أمير الكويت، ووقَّعها تميم على أن تكف قطر يدها عن التدخل في شؤون الغير، لكنها لم تلتزم؛ فلم يكن أمام هذه الدولة إلا مقاطعتها".