أكّدت جمعية آفاق لعلوم الفضاء بالطائف، أن سماء الوطن العربي على موعد مع تساقط زخات شُهب الأسديات، التي تنشط سنوياً خلال الفترة من 14 إلى 20 نوفمبر، وتبلغ ذروة اشتدادها في ليلة 17 وفجر 18 من نوفمبر من كل عام.
وقال رئيس الجمعية الدكتور شرف السفياني؛ لـ"سبق": شُهب الأسديات تتميز بأن لها دورة نشاط عالية جداً تحدث كل 33 و34 سنة.
وأضاف: تحدث شهود الأعيان عن هطول زخات بآلاف خلال الساعة الواحدة، ففي عام 1630 م، تُوفي يوهانس كبلر في 15 نوفمبر عام 1630 م.. بعد يومين من إضاءة شُهب الأسديات السماء بشكل مخيف، اعتبره الجاهلون بمنزلة حزن من السماء على موته، وفي عام 1833 حدثت عاصفة من شُهب الأسديات كانت شديدة للغاية، كما حدثت عاصفة هائلة من عشرات الآلاف من شُهب الأسديات لفترة قصيرة ثم توقفت، في وسط الولايات المتحدة وغربها في 17 نوفمبر 1966، وهذا العرض ربما ينافس الهمرات التاريخية عام 1799 و1833.
وأردف: ذكر بعض شهود الأعيان إلى أن العدد قد يصل إلى 150 ألف شهاب في الساعة، وكان آخره تساقط للهمرات العالية في عام 2001، ومن المتوقع أن تكون الهمرة القادمة 2034، لكن في السنوات العادية يبلغ متوسط تساقطها ما بين 15 إلى 20 شهاباً بالساعة.
وقال "السفياني": في هذا العام سيوافق وقت ذروة الأسديات، مساء الأحد وفجر الإثنين، 20 و21 ربيع الأول 1441 هـ، حيث سيكون القمر في طور الأحدب المتناقص وإضاءة سطحه 72 %، مما يقلل من فرصة مشاهدة الشُهب الخافتة الإضاءة.
وأضاف: ما يميز شُهب الأسديات أن معظم الشُهب فيها ذات إضاءة عالية فيما يُعرف بالكرات النارية مما يجعلها مُشاهدة بالعين المجردة حتى في وجود ضوء القمر، فينبغي اختيار المكان المناسب بعيداً عن أنوار المدن واختيار الرفقة المناسبة والوقت المناسب، ويفضل أن يكون من بعد الثانية فجراً.
وأردف: سبب ظهور هذه الشُهب يعود إلى مخلفات المذنب الشهير "تمبل - توتال" وما خلفه من غبار وأتربة بقيت عالقة بالفضاء، وعند مرور الأرض من خلال هذه المخلفات تجتذبها بقوة جاذبيتها؛ ما يجعلها تندفع عبر الغلاف الجوي بسرعة تصل إلى 70 كيلو متراً في الثانية، ونتيجة الاحتكاك بجزيئات الهواء تحترق، وتشتعل مخلفةً وراءها دخاناً وضوءاً ساطعاً.
وتابع: سُميت هذه الشُهب بالأسديات نسبةً إلى كوكبة "برج الأسد"، وهي جهة انطلاق هذه الشُهب أو نقطة إشعاعها، وليس لبرج الأسد أي ارتباط في تكوين هذه الشُهب، حيث تبعد نجوم برج الأسد عن الأرض بالسنوات الضوئية بينما الشُهب موجودة في مستوى الغلاف الجوي للأرض.