رمضان بلا "السدلان".. نهَل العلم من الكبار وتصدى للتكفيريين وهذا هو الإرث العظيم

#كانوا_معنا تقف على لمحات من حياته بعد رحيله بـ7 أشهر.. المؤلف الأكاديمي الدعوي
رمضان بلا "السدلان".. نهَل العلم من الكبار وتصدى للتكفيريين وهذا هو الإرث العظيم

برحيل أستاذ الدراسات العليا بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور صالح بن غانم السدلان، قبل سبعة أشهر من الآن، يحل شهر رمضان الأول على أسرته ومحبيه والأمة الإسلامية، بعدما فقدوا علَماً من أعلامها، وموسوعةً لا تنكَر في نشر الدعوة ومنهج السلف الصالح.

ويُعد "السدلان" الذي جمع بين الخطابة والإمامة، وبين العمل الأكاديمي وتأليف الكتب والدعوة إلى الله، ضيفاً على زاوية #كانوا_معنا والتي تتلخص مختاراتها، في تسليط الضوء على علماء وشخصيات بارزة من مشاهير ومسؤولين ونخبة المجتمع الذين غيّبهم الموت عن صيام أول شهر رمضان مع أسرتهم وأحبابهم.

وكان الشيخ الفقيد صالح بن غانم بن عبدالله بن سليمان بن علي السدلان، قد وُلد في 25/ 12/ 1359هـ، وحصل على بكالوريوس الشريعة من كلية الشريعة بجامعة الإمام عام 1386هـ، وفي عام 1391هـ على الماجستير في الفقه المقارن في موضوع "الإيضاح في شروط النكاح"، وعام 1403هـ حصل على الدكتوراه من قسم الفقه المقارن من المعهد العالي للقضاء بالرياض في موضوع: "النية وأثرها في الأحكام الشرعية".

وتعود بداياته الشرعية والعلمية في تحصيل العلم الشرعي على يد والده الشيخ غانم السدلان، وقرأ عليه في مبادئ العلوم: كالعقيدة والفرائض والحديث والنحو وغيرها، كما درس على يد أول مفتٍ عام للمملكة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وقرأ عليه في العقيدة والحديث والفقه، والشيخ عبدالعزيز بن زاحم، والشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان، والشيخ ناصر الطريم، والشيخ الدكتور عبدالله بن جبرين، والشيخ محمد بن عبدالرحمن بن قاسم، والشيخ يوسف البرقاوي، والشيخ أحمد البرقاوي، والشيخ عبدالعزيز بن محمد بن داود، والشيخ عبدالرحمن البراك وغيرهم كثير.

ومن مؤلفات "السدلان" والتي تُعَد إرثاً عظيماً: "أربعون حديثاً كل حديث في خصلتين، وأربعون حديثاً كل حديث في ثلاث خصال، ومنهج السالك إلى بيت الله المبجل في أعمال المناسك على مذهب الإمام أحمد بن حنبل تأليف/ محمد البيومي أبي عياشة الدمنهوري (دراسة وتحقيق)، وآداب وأحكام زيارة المدينة المنورة، والأنشطة الدعوية في المملكة العربية السعودية، وأسس الحكم في الشريعة الإسلامية، والقواعد الفقهية الكبرى، والمخدرات والعقاقير النفسية".

إضافة إلى مؤلفات: "الضرورة إلى العلم الشرعي، الوكالة في الخصومة من منظور شرعي ونظامي، إبعاد الوقف الإسلامي على غير المسلمين وإسهاماته في التواصل معهم عبر العصور الإسلامية المختلفة، صلاة الجماعة حكمها وأحكامها، حديث إنما الأعمال بالنيات، النشوز، وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية في كل عصر، أسباب الحكم بغير ما أنزل الله ونتائجه، فقه الزواج في ضوء الكتاب والسنة، مظاهر الأخطاء في التكفير والتفسيق، ذكر وتذكير، وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية في كل عصر، الأثر التربوي للمسجد، رسالة في الفقه الميسر، التوبة إلى الله، زكاة الأسهم والسندات والورق النقدي".

وأشرف "السدلان" على عدد كبير من طلبة العلم في أطروحات التخرج، بالإضافة لتصديه إلى تيار التكفير الفوضوي، وتأليفه في ذلك كتباً مختلفة، وحضوره القوي والبارز في الدعوة إلى الله وتعليم الناس المسائل الفقهية والشرعية، كما أن له مواقف شجاعة وبارزة -على غرار علماء المملكة- في الكثير من القضايا التي عصفت بالأمة الإسلامية.

وفقدت الأمة هذا الإثر والكنز العظيم، فجر يوم الثلاثاء الثاني من شهر صفر الماضي، وقد غيّبه الموت عن أول شهر رمضان لم يصمه، بعد معاناته مع المرض، وأديت الصلاة عليه في مسجد الجوهرة بحي التعاون بالعاصمة الرياض ودفن بها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org