شارك الأمير تركي الفيصل؛ رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، كضيف شرف في حفل تخريج الدفعتَيْن الخامسة والسادسة من برنامج "قادة 2030".
وخلال الحفل، أكّد أهمية القيادة المبنية على القيم والأخلاق في مواجهة التحولات العالمية، مستعرضاً مسيرته الشخصية وتجربته في القيادة.
واستهلّ حديثَه شاكراً الدكتور بدر البدر؛ الرئيس التنفيذي لمؤسسة محمد بن سلمان "مسك"، على دعوته الكريمة للحضور في هذا الصرح الشامخ.
وأشاد برؤية سمو ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، قائلًا: "عندما أسَّس الأمير محمد بن سلمان مؤسسة مسك، كان ينظر إلى المستقبل بطريقة استثنائية، وهي مؤسسة لن تخدم رؤية 2030 فقط، بل ستستمر في العطاء لسنوات وقرون قادمة". وأثنى على دور المؤسسة في تأهيل الشباب السعودي وتعزيز مهاراتهم؛ ليكونوا قادة مؤثرين في مختلف المجالات.
وفي حديثه خلال الجلسة الحوارية التي أدارها المهندس عمر نجار؛ نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة "مسك"، استعرض الأمير تركي الفيصل تجربته الشخصية في القيادة، مشدداً على أن "الأخلاق هي التي تحكم العمل والريادة في المملكة منذ تأسيسها".
واستشهد ببيت الشاعر أحمد شوقي: "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت؛ فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا"، معتبراً أن هذا المبدأ هو ما كان يُرشد عمله طوال مسيرته.
وأكّد هذا الأمر، قائلًا: "أنجزنا ما أنجزناه بأخلاقنا، وتمسكنا بها في عملنا قدر المستطاع، فهي التي تحكم عملنا، وتحكم ريادتنا لما نصبو إليه للمستقبل الزاهر الذي ينتظرنا في القريب العاجل".
واستعرض الأمير تركي الفيصل؛ حقبة عمله مستشاراً للملك فيصل -رحمه الله- وذكرياته معه، وكيف تأثرت مسيرته برؤى الملك فيصل وإرشاداته.
وتحدث عن القرار التاريخي بحظر النفط في عام 1973م، وكيف كان الملك فيصل يخطط بعناية للتأثير في المشهد الدولي، وإيجاد حل للقضية الفلسطينية، وأشار إلى أن التخطيط المسبق، وإيصال الرسائل الواضحة للأطراف الدولية، كانا العاملين الأساسيين في نجاح ذلك القرار.
وفي حديثه خلال الجلسة الحوارية، استعرض الأمير تركي الفيصل؛ حقبة عمله رئيساً للاستخبارات العامة، موضحاً كيف سعى لتطوير الجهاز عبر التركيز على التدريب وتأهيل الكفاءات. وقال: "أول ما طرأ على بالي هو أهمية تدريب الكفاءات البشرية؛ لضمان الفاعلية في العمل، وقد استعنت بوزارتَي الدفاع والداخلية؛ لتوفير أفضل المواهب البشرية والمادية".
وأشار إلى أن النظام وضع ليحفظ حقوق المواطنين، ويمنع إساءة استخدام الجهاز، مشدداً على أن "الاستخبارات يجب أن تكون أداة لحماية المواطنين، لا لقمعهم". وأضاف أن العمل الاستخباري كان يعتمد على التعاون مع الدول الصديقة وتبادل المعلومات بما يخدم مصالح المملكة والقيم الوطنية.
وتطرق إلى تأسيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الذي أُنشِئَ عام 1983م تخليداً لذكرى الملك فيصل -رحمه الله- وباقتراحٍ من الأمير خالد الفيصل، رحمه الله.
وأوضح الأمير تركي الفيصل؛ سبب اختيار اسم المركز؛ حيث قال: "اُختير اسم مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية. البحوث تُركت من دون تحديد ماهيتها أو نوعيتها أو كيفيتها، لكن الدراسات الإسلامية حُددت بذلك النمط؛ لكي يكون فيه أيضاً نشاط يغطي العالم الإسلامي بالكامل، إضافة إلى البحوث العامة".
وفي ختام الجلسة، قدَّم نصيحة والده الملك فيصل لخريجي البرنامج، قائلاً: "ضعوا الله -سبحانه وتعالى- بين أعينكم دائماً، واجعلوا هدفكم نبيلاً ومتجذراً بالقيم الأخلاقية، وستحققون النجاح".
يُشار إلى أن برنامج "قادة 2030"، الذي تنظّمه مؤسسة مسك، يهدف إلى تأهيل القادة السعوديين؛ ليصبحوا قادرين على قيادة التحولات، وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، مستنداً إلى مناهج أكاديمية عالمية، وتجارب قيادية فريدة.