أكد محلل سياسي أن ما يربط الرياض وأبو ظبي عبّر عنه سمو الشيخ محمد بن زايد بقوله: "علاقتنا بالمملكة راسخة ومصيرنا واحد" هذا ما تم ترجمته على أرض الواقع، فالعلاقات السعودية الإماراتية اتحاد في المواقف وانسجام في الرؤى، وينظر المراقبون إلى هذه العلاقة المتميزة، بأنها نموذج متقدم في قوة العلاقة الصحيحة بين الأشقاء، وتعد نموذجًا عربيًا متقدمًا في هذه الظروف الصعبة؛ لما تشكله المخاطر الدولية والإقليمية من خطر محدق على الأمنين الخليجي والعربي.
وقال أستاذ الإعلام السياسي الدكتور عبدالله العساف لـ "سبق" إن من يتتبع سير العلاقات بين
البلدين يلاحظ بسهولة كيف أنها تشهد تطورًا نوعيًا في مختلف المجالات وعلى جميع الأصعدة والسبل،
وأن هذه العلاقات لم تكن في الواقع إلا ترجمة لتاريخ طويل من التعاون الإقليمي بين البلدين
الشقيقين، اللذين أدركا مبكرًا أهمية التنسيق والتعاون بين الدول العربية عامة، ودول مجلس
التعاون الخليجي بصفة خاصة، وأن هذه العلاقة اكتسبت قوة وصلابة بوجود الأمير محمد بن سلمان والشيخ
محمد بن زايد.
وأضاف أن العلاقات تعاضدت بشكل أكثر قوة ومتانة بعد أزمة اليمن لتتضح الرؤية من أجل عالم أكثر أمانًا وسلامًا، ومن هنا كان تطابق موقف الإمارات القوي مع الموقف السعودي في محاربة التطرف
والإرهاب، والتشجيع على الحوار بين الحضارات والثقافات، وتبادل الزيارات المتكررة، والتشاور ما بين القيادتين على حماية المنطقة واستقرار شعوبها وحفظ أمنها والدفاع عن مكتسباتها.
وأشار إلى أن زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لأبو ظبي تكتسب أهميتها الاستثنائية من خلال
لقائه بأخيه الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي لترسم خريطة طريق لمستقبل المنطقة للنأي بها
والحفاظ عليها مما يحدق بها من أخطار من منطلق وعيهمـا بالمسؤولية التاريخيـة الملقاة عليهما، وما تنتظره منهمـا الشعوب العربية من دور فاعل في التصدي لما يعترض المنطقة من تهديـدات،
تستهدف أمنها واستقرارها ووحـدة دولها وتعايـش شعوبهـا.
وقال "العساف" بوصفه راصدًا للأحداث كثيرًا ما يتعرض لسؤال مهم؛ ما الذي يجعل العلاقة السعودية - الإماراتية عميقة وترتقي إلى مرتبة الشراكة؟ وتتلخص الإجابة في أن البلدين دول ناضجة سياسيًا، وتتصرف وفق هذا المنطق الذي يحتم صورة متسقة من المصالح
المشتركة جمعتهما استنادًا إلى عوامل جغرافية وتاريخية وسياسية شكلت العلاقة الراسخة بينهما، كانت ثمرته التشارك السياسي القوي، الذي أثمر عن اتفاق الرياض أخيرًا، وقبله إنشاء مجلس التنسيق
السعودي الإماراتي.
وأبان أن هذه التجربة السعودية - الإماراتية تعد ملمحًا ناجحًا بامتياز، وأسلوب عمل سياسي
واقتصادي واستراتيجي مهم، إذا ما أردنا ولوج العالم بخطاب سياسي مخضرم وسياسات اقتصادية وثقافية
وفكرية قوية وواعية وممنهجة، تستلهم قبل كل شيء خير هذه الأمة ومصالحها ومستقبل أبنائها وتطلعات مجتمعاتها نحو مستقبل أفضل.
واختتم "العساف" أنه لا شك أن هذا التطابق والتلاحم لا يروق للكثيرين من أعداء المنطقة عامة والبلدين خاصة
لذا يسعون في نفث سمومهم وأحقادهم والإشاعات المغرضة عبر أبواقهم وآلاتهم الإعلامية التي لن تجد لها صدى فقد كشف المستور وأصبح المتلقي العربي والخليجي أكثر وعيًا وإدراكًا
بالمؤامرات والخبث السياسي الذي يحاك للمنطقة وأهلها من القريب قبل البعيد.