في كل حج تتكرر قصة الريادة السعودية في ريادة الحشود، والتميز في تسهيل تسيير ملايين الحجاج لأداء مناسكهم على أتم وجه، حيث توجه قيادة المملكة الجهود المتاحة لخدمة حجاج بيت الله الحرام، لتسهيل كافة الخدمات لضيوف الحرمين الشريفين، ولا تتوانى في أي زمان ومكان عن تذليل الصعاب لهم.
وعملت المملكة على توفير سبل الأمن والأمان والسلامة والرعاية الصحية والضيافة الكريمة والاستقرار للحجاج، وللحفاظ على الاستقرار الأمني أثناء أداء مناسك الحج والعمرة وذلك بتوفير محطات أمنية لتفويج الحجاج، لتكون مدعومة بأفراد وضباط أمن واَليات عسكرية وتنظيم أفواج الحج من الحجاج والمعتمرين من أجل أداء فريضتهم على أكمل وجه، وتشمل توسعة وتطوير الحرمين الشريفين، أيضاً إطلاق الخدمات الإلكترونية الذكية بلغات متعددة لحجاج بيت الله الحرام ورفع حالة الطوارئ لجميع مستشفيات المملكة، أيضاً توفير وسائل النقل والمواصلات المريحة وتوفير أرقى وأفضل الخدمات المناسبة والضرورية لخدمة حجاج بيت الله الحرام وتطوير الخدمات والمباني وتزويدها بكل سبل الراحة لتسهيل الإجراءات لهم.
وصار للمملكة العربية السعودية تجربة رائدة في التعامل مع الحشود، فهي (رائدة إدارة الحشود) وهي البلد الوحيد في العالم الذي تجتمع فيه سنوياً هذه الأعداد الضخمة من الحجاج والزوار والمعتمرين، من مشاربَ عدةٍ وثقافاتٍ مختلفة في مدة محددة، ومنطقة محددة، وحركة سير متزامنة، ليس ذلك فحسب، بل أصبحت مكة المكرمة والمدينة المنورة طوالَ العام تقريباً، منطقة كثافةٍ غير اعتيادية، وقد استطاعت بلادنا بفضل الله وحده، ثم حكامنا لما بذلوا من جهودٍ وتخطيط وتجارب واستخدام أحدث أنواع المنتجات التقنية من تأسيس رصيد ضخم من الخبرة والمعرفة بهذا المجال، وهي خبرة استقطبت لتميزها عن دول العام، فطلبت جهات عديدة رسمياً الاطلاع على هذه التجربة، والاستفادة منها، منها جهاز الإنتربول، وجهات من الصين وأمريكا وفرنسا وإيطاليا وسنغافورة.
وتأكيداً على هذه الريادة؛ كشفت الدكتورة سلا يانويا الخبيرة في الأمم المتحدة، بأنه لا توجد دولة في العالم تدير وتنظم الحشود والتجمعات البشرية كما تفعل السعودية في موسم الحج.