يعاني عدد كبير من أهالي بعض الأحياء السكنية بمحافظة القريات، الغربية منها والشرقية، صعوبة الحصول على مياه التحلية التي تتمتع بها بقية الأحياء الأخرى، ولاسيما القديمة منها، من خلال استفادتها من مشروع المياه بمنازلها منذ سنوات، في حين تفتقد ذلك منازل تلك الأحياء التي يواجه قاطنوها معاناة متكررة مع شراء وحجز صهاريج المياه، المحلاة منها والمالحة، فضلاً عن ظهور معوقات مؤخرًا، زادت من صعوبة الحصول عليها، وبالأخص مياه التحلية التي تقدمها إدارة المياه بالقريات عبر متعهد مقابل مبلغ (69) ريالاً للصهريج الواحد، وهو لا يلبي حاجة المنزل لسعة خزانه الذي لا يتجاوز (12م).
ومع بداية العام الدراسي الجديد يمنع "مرور القريات" خروج الصهاريج التي تنقل المياه لمنازل المواطنين قبل الساعة العاشرة صباحًا بسبب تزامن هذه الفترة مع خروج الطلاب والطالبات لمدارسهم تفاديًا لتزاحم المركبات بالشوارع، وتعريض سلامتهم لمخاطر هذه المركبات الكبيرة.. وهو ما يؤكده لهم موظف مكتب إدارة المياه بمحافظة القريات الذي يستقبل طلبات الشراء، وبالتالي عدم صرف أي صهريج قبل العاشرة صباحًا؛ ما جعل وصول المياه للمنازل يتأخر عليهم يومًا أو يومين هذه الأيام التي تشهد صيفًا حارًّا؛ ما يزيد الحاجة للمياه أكثر مع افتقارهم لحلول أخرى وبديلة.
"سبق" بدورها التقت عددًا من المواطنين المتضررين بالقرب من مقر توزيع المياه (الشيب)، وتساءل بعضهم عن أسباب هذا المنع مثلاً عن أحياء "الأمير عبدالإله والورود والتسهيلات"، التي تقع خارج نطاق وسط المدينة، والطريق إليها لا يمر بالشوارع المزدحمة، ولا بالمدارس، كما أن موقعها بمحاذاة الطريق الإقليمي وبالقرب من مقر خزان تعبئة الصهاريج، فهل هذا النظام يتم تطبيقه بمدن السعودية كافة أم بالقريات فقط؟ فلا يمكن لبيت أو لإنسان الاستغناء عن استخدامات المياه اليومية والمتعددة.. متمنين وضع حلول مناسبة غير هذا الحل، تحمي من خلاله حياة أبنائنا وبناتنا الطلبة، وتوفر في الوقت نفسه المياه للمواطنين.
وناشد سكان أحياء "التسهيلات والورود وعبدالإله" والأحياء الأخرى المتضررة وزير البيئة والمياه والزراعة، المهندس عبدالرحمن الفضلي، حلولاً جذرية وسريعة لمعاناتهم المستمرة منذ سنوات عدة مع نقص المياه وتوقُّف مشروع إيصال المياه لمنازلهم سنوات عدة، وما زال متعثرًا عند مرحلة بناء الخزان.
وقالوا إنه بعد أن تم البدء به توقَّف فجأة، وخصوصًا أن الحاجة إليه اليوم أصبحت ملحة بعد توقُّف توزيع صهاريج المياه مجانًا للمواطنين؛ ما اضطر العديد منهم لشراء مياه مالحة من الصهاريج الأخرى التي تكبرها حجمًا، وتقل عنها سعرًا، بالرغم من تأثيراتها على بنية المنزل، والضرر الذي تتسبب به ملوحتها مع الوقت على المواسير والسخانات والدهان، وتوجيهه باستكمال مشروع إيصال المياه للأحياء غير المشمولة بالمشروع، وتوفير المياه لمنازلهم لحين تشغيله، باعتبار إيصال المياه للمواطنين من أهم مشاريع وخدمات البنية التحتية للمدن.
وقد وفَّرت لها القيادة -حفظها الله- القرارات والميزانيات اللازمة التي تُؤمِّن حياة كريمة ومستقرة للمواطن والمقيم تماشيًا مع "رؤية السعودية 2030" التي تهدف إلى تحويل مدن السعودية لمدن ذكية ومتقدمة، تتمتع بالخدمات الأساسية كافة.
وفي توضيح لـ"سبق" قال مدير فرع إدارة المياه بمحافظة القريات، عبدالعزيز إبراهيم السمحان الشراري: "تأخير خروج صهاريج المياه حاليًا أمرٌ يخص السلامة المرورية، وحماية لأبنائنا الطلاب والطالبات ومعلميهم وذويهم. أما فترة الذروة فهي فترة حركة الدخول والخروج للمعدات الثقيلة. وحول الآلية المتبعة فبالإمكان التأكد من الجهة المختصة".