رئيس ذهبي في نادٍ عالمي.. "بندر بن محمد".. أمجاد راسخة تُذكّر برسالته للمغرضين

4 أعوام في ولاية "الهلال" تمكن خلالها من الفوز بـ 9 ألقاب وتكفّل بالقطاعات السِّنية
رئيس ذهبي في نادٍ عالمي.. "بندر بن محمد".. أمجاد راسخة تُذكّر برسالته للمغرضين
تم النشر في

فقد الوسط الرياضي واحدًا من أبرز أعلامه، بوفاة الأمير بندر بن محمد بن سعود الكبير، الرئيس السابق لنادي الهلال، وأحد أهم أعضاء شرفه الداعمين له منذ تأسيسه، وذلك بعد معاناة كبيرة مع المرض جعلته يبتعد عن المشهد الرياضي لفترة طويلة.

ويزخر تاريخ الراحل بالعديد من الإنجازات التي جعلت الرياضيين يعتبرونه أهم رجالات الهلال وأحد عرابيه وصانعي أمجاده وأبرز رؤسائه.

وقد نعى الديوان الملكي الأمير بندر أمس الأربعاء، في بيان جاء فيه: "انتقل إلى رحمة الله تعالى صاحب السمو الأمير بندر بن محمد بن سعود الكبير آل سعود، تغمّده الله بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه، وأسكنه فسيح جناته، إنا لله وإنا إليه راجعون".

مدرسة الهلال

عُرف الأمير بندر بن محمد في الأوساط الرياضية خلال حقبة الثمانينيات، عندما قرر أن يقدم مشروعه التاريخي الشهير مدرسة الهلال الكروية، وهي الأولى من نوعها في العالم العربي، ووقتها انتدب للمهمة أكفأ الإداريين وأفضل المدربين العالميين المتخصصين في الفئات السِنية أمثال اليوغسلافي بروشتش والإسباني كوبالا.

وفي هذا الوقت، كانت المدرسة رهانًا صعبًا لم يتوقع الكثيرون نجاحها، إلا أن الأمير الراحل استطاع أن يحقق الحلم ليقدم للكرة السعودية نخبة من نجوم الكرة الذين أسهموا في صناعة جملة من الإنجازات التاريخية، أمثال يوسف الثنيان، وسامي الجابر، وخالد التيماوي، ونواف التمياط، ومحمد الشلهوب وغيرهم الكثير.

الرئيس الذهبي

حقّق الأمير بندر بن محمد بن سعود الكبير العديد من الإنجازات في النادي العالمي، ليٌطلق عليه عند الهلاليين لقب "الرئيس الذهبي"، إذ تولى رئاسة النادي لمدة 4 أعوام، خلال الفترة من عام 1996 حتى عام 2000، تمكن فيها من الفوز بتسعة ألقاب، ما جعله من أهم رموز النادي.

واستطاع الهلال أن يحقق تحت قيادة الأمير بندر بطولة الصداقة 1999 وكأس المؤسس 2000 والدوري 1998 وكأس ولي العهد 2000 وكأس الاتحاد 2000 وكأس الأندية الخليجية 1998 وكأس الكؤوس الآسيوية 1997 وكأس آسيا لأبطال الدوري 2000 وكأس السوبرالآسيوي 1998.

وبعد انتهاء فترة رئاسته، ظل الأمير الراحل يدعم الهلال ويؤازره في كل الإدارات بصراحته ومواجهته ومتابعته، ومن ثم أصبح رئيسًا لأعضاء الشرف تتويجًا لمسيرته الذهبية، ولكن مرضه دفعه للتنازل عن المنصب.

الفلسفة الإدارية والفئات السِنية

وكان الأمير بندر صاحب فلسفة إدارية ساعدته على تحقيق النجاح، تعتمد على بناء القاعدة من خلال دعم فئة الناشئين والبراعم باعتبارها أساس بناء فريق كرة القدم في المستقبل.

وفي عام 2008، أدلى الراحل بمجموعة من التصريحات الصحفية التي كشفت عن شخصيته الفريدة وعشقه لنادي الهلال، حيث أكّد حينها أنه يهتم بالدعم المعنوي للنادي بشكل كبير، بالإضافة إلى الدعم المادي، وبخاصة لفئات الناشئين.

وفي حوار له قال الأمير بندر: "قد لا أكون أكثر أعضاء الشرف في الدعم المادي وربما من أقلهم، ولكن دعمي وتكفلي بالقطاعات السِنية من وجهة نظري لأنها هي من يقوم به النادي، فأنا أسمع كثيرًا من يقول إن الأمير بندر بن محمد يتكلم أكثر مما يدعم وهذا غير صحيح، فالقطاعات السِنية أنا من يتكفل بها كاملة وأدفع الملايين عليها وأول مرة أقول هذا الكلام لأنني لا أحب الظهور وأن أقول دفعت كذا وكذا لأنني لست من هذا النوع".

وأضاف: "أعضاء الشرف فيهم الخير والبركة ودعموا كل الإدارات وأنا كنت صريحًا معهم منذ البداية وقلت إنني متكفل تمامًا بهذا القطاع وباركوا هذا الأمر، فأنا أرى أن دعمي يكون في الركيزة الأساسية في النادي ليظهر نتاجها بعد سنوات أفضل من دعم مباشر ينتهي بسرعة".

رسالة ونصيحة

وبالعودة إلى تصريحات سابقة لرئيس الهلال الذهبي، أدلى بها في عام 2007، نجد حرصه على الإشادة بعشاق النادي العاصمي، حيث قال حينها: "ربما يجهل البعض وقفات رجال الهلال مع ناديهم بعيدًا عن الإعلام، وإذا ما فتشت في الأوراق الزرقاء فإن هناك الكثير من الأسماء التي تساند النادي وتقف معه وتخدمه في كل الأمور، لذلك أطمئن جماهيرنا الوفية بأن أولئك المغرضين لن يؤثروا على تماسك وترابط الأسرة الهلالية".

وأضاف: "ونصيحتي لهؤلاء ألا يُكثروا من الإساءات؛ لأنها لن تؤتي ثمارها، لذلك أقول لهم (قليلًا من الراحة) وكل ما آمله في الختام أن يقف كل هلالي (يدًا واحدة) خلف ناديه وأن لا يتأثر بطرح المغرضين".

وبالفعل بنى الراحل بنيانًا صلبًا متماسكًا سار على دربه الرؤساء من بعده حتى هذا العام 2023 الذي حصد به اللقب الآسيوي وحقق وصيف العالم ويتصدر دوري روشن، وجملة هذه الإنجازات غرس ثمارها صانع التاريخ وفاكهة الكرة السعودية الراحل الأمير بندر بن محمد.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org