أشجار الباحة تموت!

أشجار الباحة تموت!

المتعة في التنزه في جبال الباحة لا تماثلها أي متعة؛ فكثير من المواقع تنتشر فيها أشجار العرعر بكثرة، يليها أشجار الطلح وأشجار الزيتون والأثل، وهي كما نعلم أشجارٌ معمَّرة، تُروى بمياه الأمطار التي تجعلها دائمة الخضرة طوال العام. ومن خلال مشاهداتي لها عند زيارتي المنطقة لاحظت أن كثيرًا منها تساقطت أوراقها، وتيبست أغصانها، وأصبحت هياكل خشبية، حتى الريح لم تعد تحركها. وقد تذكرت في هذا الموقف بيت شعر لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل حين قال في مطلع قصيدته: "يموت الشجر واقف وظل الشجر ما مات *** رياح الدهر تصرخ وهي تجرح جنوبه". وأضرب هنا مثلاً لا حصرًا بالجبال التي تحيط بقرى العباس ودار الجبل والغمدة في بني ظبيان، القريبة من مدينة الباحة؛ فقد كانت هذه المنطقة غابات من الأشجار الخضراء، وأصبح معظمها عبارة عن أعواد خشبية، لو أشعل في أحدها عود ثقاب لاحترقت جميعها، وأصبحت رمادًا.

إننا أمام مشكلة، قد يعتبرها البعض غير مهمة، في حين أنها لو استمرت طويلاً دون إيجاد الحلول من قِبل وزارة الزراعة ووزارة الشؤون البلدية والقروية فسنجد جميع الأشجار ميتة. وقد تكون الأسباب آفة زراعية؛ أدت إلى مرض تلك الأشجار، ويمكن حلها بأسرع الطرق، أو تكون المشكلة في الجفاف، والحل يتمثل في توفير مياه الري لها.

لقد تبنت السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، بعد أن تأكد لهما أن السعودية والمنطقة تواجهان الكثير من التحديات البيئية مثل التصحر؛ الأمر الذي يشكل تهديدًا اقتصاديًّا، إلى جانب تلوث الهواء من غازات الاحتباس الحراري، الذي يقلص متوسط عمر المواطنين بمعدل سنة ونصف السنة. والمبادرة تهدف إلى رفع مساحة الغطاء النباتي، وتقليل انبعاث الكربون؛ ولذلك يجب عدم إهمال ما هو موجود من نباتات وأشجار طبيعية، سيكون لها بالغ الأثر في القضاء على التلوث البيئي، وستكون ذات تأثير كبير على سياحة المنطقة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org