قصة أغرب من الخيال، لكنها ليست غريبة على أهالي منطقة نجران. فزعة الأهالي لا تقتصر على بعضهم، بل تعدت الأمر إلى خارج الحدود؛ ليسطر الأهالي أروع مثل في التعاضد والتكاتف والوقوف مع أحد المقيمين، فعندما علم أبناء نجران بالأمر سارعوا كعادتهم إلى الفزعة بغض النظر هل المحتاج مواطن أم مقيم، وغلَّبوا الجانب الإنساني على أي أمر آخر.
اليوم قصة وفاء من نوع جديد، أبطالها أهالي نجران الكرام مع مقيم سوداني، يعيش بينهم منذ 37 سنة. القصة بدأت عندما وقع حادث عرضي لابن المقيم أحمد حسين، أدى إلى دهس مقيم من الجنسية المصرية؛ ليصدر حكم شرعي على ابن المقيم السوداني بدفع الدية. وبمجرد التعرف على القضية تبنى المواطن حسين بن وبران آل منصور المبادرة، وبثها عبر حسابه إلى أهالي نجران الكرام الذين سارعوا في أقل من 48 ساعة بدفع 112 ألف ريال لذوي المقيم المصري بموجب الحكم الشرعي.
وأعرب المقيم السوداني عن شكره وتقديره لكل من أسهم في تفريج هذه الكربة من أهالي نجران، الذين عُرف عنهم حب مساعدة الآخرين، والوقوف جنبًا إلى جنب مع كل من هو في حاجة. لافتًا إلى أن هذا الأمر ليس بمستغرب عليهم، سائلاً المولى -عز وجل- أن يجزي الجميع خير الجزاء على هذا العمل الخيري الذي أدخل الفرحة على أسرته.
يُشار إلى أن هذه القصة تؤكد مدى ما يكنه أبناء الوطن من تقدير لمَن يعيش على أرض هذا الوطن الغالي.