اختصاصيون: جرائم التحرش الجنسي تأتي انتقامًا لممارسات سابقة.. وهذه هي الحلول

عبر "بيوت مطمئنة" إحدى المبادرات الخيرية لأوقاف محمد الراجحي
اختصاصيون: جرائم التحرش الجنسي تأتي انتقامًا لممارسات سابقة.. وهذه هي الحلول

أكد عدد من الاختصاصيين أن مرتكبي جريمة التحرش الجنسي يفعلون ذلك انتقامًا لممارسات سابقة، تعرَّضوا لها، وأنها تُفقد الطرف الآخر الثقة بنفسه، وتجعله منعزلاً كثيرًا، وتقضي على بذرة طموحاته، ولاسيما إذا تعرض لهذه الفعلة النكراء في طفولته.

جاء ذلك ضمن برنامج "بيوت مطمئنة"، إحدى المبادرات الخيرية لأوقاف الشيخ محمد بن عبدالعزيز الراجحي، ويبث عبر إذاعة UFM الإخبارية، وحساب الأوقاف في منصة "تويتر".

وفي التفاصيل، حمَّل مدير مركز بيت الخبرة للبحوث والدراسات الاجتماعية، الدكتور خالد الحليبي، الأسرة مسؤولية ذلك، في استعراضه بعض الحلول العملية التي يجب الأخذ بها عندما يتعرض الطفل إلى التحرش الجنسي؛ باعتبار الضحية لم يتعرض لهذه الجريمة إلا بغفلة منهم. وأوصى بضرورة الجلوس معه، والاستماع إليه بشكل مستمر، وإعطائه الفرصة للتعبير عن مشاعره كما هي.

وأضاف: الذين يتحرشون في الأصل يقومون بممارسة انتقام لأناس مارسوا معهم سابقًا. ويجب أن نخاف من كل طفل تعرض للتحرش كما نخاف عليه؛ لأنه قد يقوم بعملية تكرار ما حدث له مع الأطفال الذين من حوله.

وتابع: يجب نقل الطفل الضحية من هذا الوضع النفسي إلى بيئة عائلية جيدة، كأن يكون له دور فعال في الأسرة، ويتم وضع أهداف وطموحات له بشكل جيد، والحذر من عدم إثارة هذا الموضوع وتذكيره به.

وواصل "الحليبي" قائلاً: جريمة التحرش الجنسي تتجاوز الوقت الذي تكون فيه. وهذه الأوقات والدقائق التي يعتدي فيها إنسان بالغ عاقل على إنسان آخر، مهما كان عمره، الذي يكون غالبًا في مرحلة الطفولة المبكرة، يعتدي من خلالها على عمره كله؛ باعتباره يعتدي على مستقبله وطموحاته، ويجرده من الكثير من أحلامه، وهو في هذه اللحظة لا يعي ما يحدث.

وختم حديثه بالقول: إن العلم يقول كل ما يحتاج الإنسان من خبرات مستقبلية بذورها في فترة الطفولة، فإذا تعرض الطفل لخبرات مؤلمة خلال هذه الفترة يختل نموه النفسي؛ ويصبح مهيَّأ للانحراف في أي مرحلة من مراحل عمره إذا لم تتم معالجته في وقت مبكر.

وشاركه الاختصاصي النفسي الإكلينيكي أسامة الجامع بقوله: من الناحية النفسية هناك قيم تظهر في حالة تكرار عملية التحرش الجنسي لمدة طويلة من الزمن. ومع وجود صمت تام من المتحرَّش به، ووجود تخويف من قِبل المتحرِّش تجاه الضحية، سيحدث فقد الثقة بالآخرين، وقلة تقديره لذاته، وحبه للانعزال، ورغبته في تخفيف علاقاته الاجتماعية، وكذلك شعوره بإحساس فقد السيطرة والتراجع كثيرًا.

وقال المختص في السلوكيات الاجتماعية الدكتور محمد الحاجي: إن هناك بعض العلامات السلوكية التي قد يلاحظها الآباء على أبنائهم، أولادًا وبنات، منها التغيُّر في نمط الاستحمام؛ كأن لا يستحم، أو يفعل ذلك بشكل مفرط، كذلك الهروب من التجمعات البشرية، وكثرة الاعتذارات عن المناسبات الاجتماعية، وكثرة الخوف المفرط على أشقائه وعلى نفسه، إضافة لعلامات الاكتئاب والصمت المفاجئ.

وتابع: هناك سمات ثابتة، يلجأ لها المتحرشون جنسيًّا للتلاعب على الأطفال تحديدًا، منها تصوير موضوع التحرش بأنه طبيعي، وأيضًا استخدام التهديد بالسلطة والعقاب والفضيحة. أيضًا يتصف المتحرش بالصبر.

وأردف: يبدأ المتحرش بالتدرج، ويتعرف أولاً على ما يحبه هذا الطفل، ومن هنا تبدأ عملية التفاعل معه والتودد إليه. وما تلك المحاولات إلا للتفرد بالطفل، حتى وإن كان من الأقارب؛ فقد يصنع أعذارًا مع الوالدين، هدفها اصطحاب الطفل معه لأي مكان ترفيهي أو تسوُّق.. وهنا يكمن الخطر المخيف.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org